كتاب الاستضعاف وأحكامه في الفقه الإسلامي

أمره (¬1)، ولقد كانوا في الجاهلية لا يورثون الصغار ولا البنات (¬2).
12 - قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (¬3)، قال ابن كثير: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم أي بترك الهجرة قالوا: فيم كنتم؟ أي: لم مكثتم هاهنا وتركتم الهجرة، قالوا: كنا مستضعفين في الأرض، أي: لا نقدر على الخروج من البلد ولا الذهاب في الأرض" (¬4).
13 - قال تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} (¬5)، قال الطبري (¬6): "حيلة في المال والسبيل الطريق" (¬7)، وقال
¬__________
(¬1) انظر: أَحْكَام القُرْآن لابن العَرَبِي، 1/ 634.
(¬2) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 9/ 266، وتفسير القرآن العظيم، 2/ 425.
(¬3) سورة النساء، الآية [97].
(¬4) تفسير القرآن العظيم: 2/ 389.
(¬5) سورة النساء، الآية [98].
(¬6) محمد بن جرير بن يزيد الطبري، ولد في آمل طبرستان سنة 224 هـ الإِمام المؤرخ الفقيه المجتهد شيخ المفسرين، قال عنه الذهبي: "كان من أفراد الدَّهر علمًا، وذكاءً، وكثرةَ تصانيف، قلَّ أن ترى العيونُ مثلَه". استوطن بغداد وتوفيها سنة 310 هـ، من مآثره: أخبار الرسل والملوك، وجامع البيان في تفسير القرآن، واختلاف الفقهاء وغيرها، انظر ترجمته: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أحمد بن محمد بن خلّكان، تحقيق: يوسف علي طويل، مريم قاسم طويل، بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1419 هـ، 4/ 43، وسير أعلام النبلاء، 14/ 267 - 282، والأعلام قاموس تراجم، خير الدين الزِرِكلي، بيروت: دار العلم للملايين، ط 6، 1984 م، 6/ 69.
(¬7) جامع البيان عن تأويل آي القرآن 5/ 235.

الصفحة 31