كتاب مجموعة رسائل العلامة قاسم بن قطلوبغا

ويدلّ عليه: ما أخرجه ابن أبي شيبة (¬1)، عن عكرمة قالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - بِغَدِيرٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الكِلاَبَ تَلِغُ فِيهِ، وَالسِّبَاعُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "لِلْسَّبُعٍ مَا أَخَذَ فِي بَطْنِهِ، وَلِلْكَلْبِ مَا أَخَذَ فِي بَطْنِهِ، فَاشْرَبُوْا، وَتَوَضَّؤُوْا". قَالَ: فشَرِبُوا، وَتَوَضَّؤُوا.
وأصحابنا - رضي الله عنهم -: يحتجون بالمرسل.
قال الأخسيكثي (¬2) في منتخب الأصول: إنه فوق المسند.
ويدلُّ عليه: ما أخرجه عبد الرَّزاق (¬3)، عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن داود بن حصين، عن أبيه، عن جابرٍ قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أَنتَوَضَّأُ مِنْ مَا أَفْضَلَتِ الْحُمُرُ (¬4)؟ قَالَ: "وَبِمَا أَفْضَلَتْهُ السِّبَاعُ كُلُّهَا".
وإبراهيم يضعّف (¬5)، إلَّا أنّ محمد بن الحسن قد احتجّ به. ورواه مشايخ.
¬__________
(¬1) المصنف لابن أبي شيبة (1507).
(¬2) تحرف في المخطوط إلى: (الأخسيتكي). قال صاحب كشف الظنون (2/ 1848): المنتخب في أصول المذهب لحسام الدين محمد بن محمد بن عمر الأخسيكثي الحنفي، المتوفى سنة أربع وأربعين وست مئة.
أقول: في كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية (1/ 260): هذه النسبة إلى أَخْسِيكَث -بالفتح، ثم السكون، وكسر السين المهملة، وياء ساكنة، وكاف مفتوحة، وثاء مثلثة، وبعضهم يقول بالمثناة-: مدينة بما وراء النهر، وهي قصبة ناحية فرغانة، وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب.
(¬3) لم أجده في المطبوع من مصنفه، وأشار إلى رواية عبد الرَّزاق البيهقي في سننه (1/ 249) باب سؤر الحيوانات.
(¬4) في المخطوط: (من ماء أفضل الخمر).
(¬5) هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، أبو إسحاق المدني، مات سنة 184 هـ أو 191 هـ. قال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص 93): متروك. وانظر الأقوال =

الصفحة 108