كتاب سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة

والتكليف الرسالي. تحمل بلاغات القرآن، في طريقها إلى الله، سائرة على أثر الأنبياء والصديقين والشهداء، من القرآن إلى العمران) (¬1)
تلك خصيصة الحجاب رسالةً ودعوةً، فهل وفيت؟

الخاتمة: نهاية فبداية:
بنيتي! كفى شرودا عن باب الله! عودي إلى مولاك الذي صورك فأحسن صورتك! عودي إلى باب الرضى الرباني الكريم! تعرفي على الله! وتعرفي إلى جماله وجلاله، تعرفي إليه بقلبك، وبجمال أعمالك، فهو عز وجل (جميل يحب الجمال، ويحب معاليَ الأخلاق ويكره سِفْسَافَها!) كما هو ثابت في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (¬2).
بنيتي .. ! اكتشفي ذاتك! وادخلي بحر المعرفة الربانية، فتلك سباحة لا يعرف بهاءها إلا من جربها .. وتعرفي على أنوار الأسماء الحسنى، وتجلياتها الفضلى، وتجولي بوجدانك في طريق الله، صعدا عبر مدارج الإيمان، وفضاءات الإحسان! فتلك سياحة لا يدرك لذتها إلا من ذاقها!
فهلا ذقت! هلا ذقت ما الدين؟ وما التدين؟ وما معنى التعرف إلى الله؟
هل تعرفين الله حقا؟ اسألي نفسك هذا السؤال! وركزي قبل الإجابة: ماذا تعرفين عنه؟ ماذا تعرفين عن جماله وجلاله؟ وماذا تعرفين عن تجليات أسمائه وإحسانه؟ هل ناجيته من قبل؟ هل أبصرت آياته في نفسك أنت؟ أنت، أنت دون سواك! ثم هل أبصرت آياته في الآفاق؟ وفي مسالك الحياة؟ كما تمرين بها أنت! لا كما تحكي الكتب والمقالات! هل شاهدت مسالك أنوارها في حياتك؟ هل رأيت كيف تنهمر بالنور من أعلى الآفاق لتشع بجمال
¬__________
(¬1) بلاغ الرسالة القرآنية: 112 - 113
(¬2) رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني. انظر حديث رقم: 1743 في صحيح الجامع.

الصفحة 91