كتاب لسان العرب (اسم الجزء: 13)

أَعْيَسَ نَهَّاضٍ كحَيْدِ الأَوْجَنِ «1»
. قَالَ: والأَوْجَنُ الجبَلُ الْغَلِيظُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجِينُ قُبُل الْجَبَلِ وسَنَده، وَلَا يَكُونُ الوَجينُ إِلا لِوَادٍ وَطِيءٍ تَعَارَضَ فِيهِ الْوَادِي الدَّاخِلُ فِي الأَرض الَّذِي لَهُ أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ، فَتِلْكَ الوُجُنُ والأَسْنادُ. والوَجينُ: شَطُّ الْوَادِي. ووَجَنَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبَهَا بِهِ. وَمَا أَدري أَي مِنْ وَجَّنَ الجلدَ هُوَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. والوَجْنُ: الدَّقُّ. والمِيجَنةُ: مِدَقَّةُ القَصّارِ، وَالْجَمْعُ مَواجِنُ ومَياجِنُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ عُقَيْلٍ السَّعديّ:
رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِياتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ
قَوْلُهُ خَاظِيَاتٌ، بِالظَّاءِ، مِنْ قَوْلِهِمْ خَظاً بَظاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْمُ هَذَا الشَّاعِرِ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ عليُّ بْنُ طُفيل السَّعْدِيُّ؛ وقبل الْبَيْتُ:
وأَهْلَكَني، لكُمْ فِي كُلِّ يومٍ، ... تَعَوُّجُكُمْ عَلَيَّ، وأَسْتَقِيمُ
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَا شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الهامِ إِلا بوَقْعِ البَيازِرِ عَلَى المَوَاجِنِ
؛ جَمْعُ مِيجَنةٍ وَهِيَ المِدَقَّةُ. يُقَالُ: وَجَنَ القصّارُ الثَّوْبَ يَجِنُه وَجْناً دَقَّه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ مِفْعَلةٌ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: جَمْعُ مِيجَنةٍ عَلَى لَفْظِهَا مَياجن وَعَلَى أَصلها مَوَاجن. اللِّحْيَانِيُّ: المِيجَنةُ الَّتِي يُوجَّنُ بِهَا الأَديمُ أَي يُدَقُّ لِيَلِينَ عِنْدَ دِبَاغِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
وَلَمْ أَرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً ... أَسَبَّ لأَضْيافٍ، وأَقْبَحَ مَحْجِرا
ابْنُ الأَعرابي: والتَّوَجُّنُ الذُّلُّ وَالْخُضُوعُ. وامرأَة مَوْجُونةٌ: وَهِيَ الخَجِلَةُ مِنْ كثرة الذنوب.
وحن: الحِنَةُ: الحِقْدُ. وَحَنَ عَلَيْهِ حِنَةً: مِثْلُ وَعَدَ عِدَةً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحِنَ عَلَيْهِمْ، بِالْكَسْرِ، حِنةً كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّوَحُّنُ عِظَم الْبَطْنِ، والتَّحَوُّنُ الذُّل وَالْهَلَاكُ، والوَحْنةُ الطِّينُ المُزْلقُ.
وخن: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَخُّنُ الْقَصْدُ إِلى خَيْرٍ أَو شَرٍّ، قَالَ: والوَخْنةُ الْفَسَادُ والنَّوْخَةُ الإِقامة.
ودن: ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً، فَهُوَ مَوْدون ووَدِينٌ أَي مَنْقُوعٌ، فاتَّدَنَ: بَلَّهُ فابْتَلَّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عَنْ شِظَافٍ، ... كمُتَّدِنِ الصَّفا حَتَّى يَلِينا «2»
. أَي يَبُلُّ الصَّفا لِكَيْ يَلِينَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِنما فَسَّرَ عَلَى الْمَعْنَى، وَحَقِيقَتُهُ أَن الْمَعْنَى كَمِثْلِ الصَّفا، كأَن الصَّفَا جُعلَتْ فِيهِ إِرادةٌ لِذَلِكَ؛ وَقَوْلُ الطِّرمّاح:
عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ مِنْهَا ... دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد دُفوفَ رَمْلٍ أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ أَي مَمْطُورٍ أَصابه عَهْدٌ مِنَ الْمَطَرِ بَعْدَ مَطَرٍ، وَقَوْلُهُ: وَدِين أَي مَوْدُونٍ مَبْلُولٍ مِنْ وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بَلَلْتَهُ. وَحَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَيَنَ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ الدِّينُ مِنَ الأَمطار مَا تَعَاهَدَ مَوْضِعًا لَا يَزَالُ يَرُبُّ بِهِ وَيُصِيبُهُ؛ وأَنشد:
__________
(1). قوله [أعيس نهاض إلخ] صدره:
فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى معرجن
والمعرجن: المصفر، أي في خدر معرجن أي مصفر بالعهون
(2). قوله [حتى يلينا] الذي في التهذيب والصحاح؛ كيما يلينا

الصفحة 444