كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 13)

1006/ 27633 - "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَأَنَّه كَبْشٌ أَمْلَحُ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى السُّورِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ؟ فَيَشْرَئِبوُّنَ، وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ؟ فَيَشْرئِبُّون، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوتُ، فَيُضْجَعُ وَيُذْبَحُ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّه قَضَى لأَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَيَاةَ وَالْبَقَاءَ لَمَاتُوا فَرَحًا، وَلَوْلَا أَنَّ اللَّه قَضَى لأَهْلِ النَّارِ الْحَيَاةَ فِيهَا لمَاتُوا ترَحًا".
ت حسن صحيح عن أَبى سعيد (¬1).
1007/ 27634 - "يُؤْتَى بمدادِ طَالِب الْعِلْم يَوْم القِيَامَةِ وَدَمِ الشُهَداءِ فَيوزنَانِ، فلا يفضل هَذَا عَلَى هَذَا، ولا هَذَا عَلَى هَذَا".
الرافعى عن عقبة بن عامر (¬2).
1008/ 27635 - "يُؤْتَى بِالْوَالِى فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ فَيَعْثُرُ بِهِ حَتَّى يَزُولَ كُلُّ عُضْو مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ، فَإِنْ كَانَ عَادِلا مَضَى، وَإِنْ كَانَ جَائِرًا هوَى فِى النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه الترمذى في سننه كتاب (تفسير القرآن) باب: تفسير سورة مريم، جـ 5 ص 315 رقم 3156 قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة، عن الأعمش، عن أَبى صالح، عن أَبى سعيد الخدرى -رضي اللَّه عنه- قال: قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} قال: "يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة؟ فيشرئبون ويقال: يا أهل النار؟ فيشرئبون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، فيضجع فيذبح، فلولا أن اللَّه قضى لأهل الجنة الحياة فيها والبقاء لماتوا فرحا، ولولا أن اللَّه قضى لأهل النار الحياة فيها والبقاء لماتوا ترحا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(¬2) قال المناوى في فيض القدير بشرح الجامع الصغير عند تعرضه لشرح حديث رقم 10026 بلفظ: "لا يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء" قال: وورد ما يدل على تساويهما في الدرجة والإنصاف أن ما ورد للشهداء من الخصائص، وصح فيه من رفع العذاب وغفران النقائص لم يرد مثله للعالم لمجرد علمه ولا يمكن أحد أن يقطع له به في حكمه، وقد يكون لمن هو أعلى درجة ما هو أفضل من ذلك، وينبغى أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه، وماذا عليه، وحال الشهيد، وثمرة شهادته، وما أحدث عليه، فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد، فكم من شهيد وعالم هون أهوالا، وفرج شدائد، وعلى هذا فقد يتجه أن الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء، والعالم الواحد أفضل من كثير من الشهداء، كل بحسب حاله وما ترتب على علومه وأعماله.

الصفحة 10