كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 13)

ربِّى وَقَعْتُ سَاجِدًا لِرِّبى -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَيَدَعُنِى مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِى، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَه واشْفَعْ تُشَفعْ، فَأَرْفَعُ رَأسِى فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيد يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ اشْفَعُ، فَيَحدُّ لِى حَدًا فَأُدْخِلُهُمْ الجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مَا بَقِىَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ، فَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَمَا كَانَ فِى قَلْبه مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه وكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً".
ط، حم وعبد بن حميد خ، م، ن، هـ وابن خزيمة حب عن أنس (¬1).
¬__________
(¬1) الحديث رواه الطيالسى في مسنده جـ 8 ص 268، 269 ط الهند (ما أسند أنس بن مالك الأنصارى -رضي اللَّه عنه-) بلفظ: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة. . . " وذكر الحديث مع اختلاف وزيادة ونقصان، حتى قوله: "إلا من حبسه القرآن" وزاد: "أى وجب عليه الخلود".
ورواه الإمام أحمد في مسنده، جـ 3 ص 116 ط دار الفكر من طريق قتادة بنحو حديث المصنف.
ورواه عبد بن حميد، في مسنده - المنتخب من مسند عبد بن حميد - ص 357 ط بيروت (مسند أنس بن مالك) برقم 1186 من طريق هشام بنحو ما سبق، إلى قوله: "فأقول يا رب: ما بقى في النار إلا من وجب عليه الخلود أو حبسه القرآن" اهـ.
ورواه البخارى في صحيحه جـ 6 ص 21، 22 ط الشعب كتاب (التفسير) سورة البقرة -من طريق هشام- بنحو ما سبق إلى قوله: "إلا من حبسه القرآن" يعنى قول اللَّه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} وانظره جـ 9 ص 149 كتاب (التوحيد) باب: قول اللَّه: "لما خلقت بيدى" رقم 7410 فتح البارى جـ 13 ص 392.
ورواه مسلم في صحيحه جـ 1 ص 180، 181 ط الحلبى في كتاب (الإيمان) باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها - برقم 322 من طريق قتادة - بنحو ما سبق، وذكر في الباب أحاديث عدة بروايات، وألفاظ مختلفة تدور حول هذا المعنى.
وقال محققه: (فيهتمون، وفى رواية: فيلهمون) ومعنى اللفظتين متقارب، فمعنى الأولى: أنهم يعتنون بسؤال الشفاعة وزوال الكرب الذى هم فيه، ومعنى الثانية: أن اللَّه تعالى يلهمهم سؤال ذلك، والإلهام: أن يلقى اللَّه تعالى في النفس أمرا يحمل على فعل الشئ أو تركه.
(لست هناكم) معناه: لست أهلا لذلك اهـ.
ورواه ابن ماجه في سننه جـ 2 ص 1442 ط بيروت، في كتاب (الزهد) باب: ذكر الشفاعة -من طريق قتادة- بنحو ما سبق، إلى قوله: "ما بقى إلا من حبسه القرآن" قال: يقول قتادة على أثر هذا الحديث: =

الصفحة 71