كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 13)

وليث هذا هو ليث بن أبي سليم القرشي الكوفي، أحد مشايخ أبي حنيفة، واحتجت به الأربعة، واستشهد به البخاري، وروى له مسلم مقرونًا بغيره (¬1).
وهذا الحديث قد روي عن عبد الله بن عمر من غير وجه.
وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من وجوه مختلفة.
ص: ثم اختلف الناس بعد ذلك في هذه الصور ما هي؟ فقال قوم: قد دخل في ذلك صورة كل شيء مما له روح ومما ليس له روح، قالوا: لأن الأثر جاء في ذلك مبهمًا، واحتجوا في ذلك أيضًا بما حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا وكيع ويحيي بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا عون بن أبي جحيفة، أخبرني عن أبيه قال: "لعن رسول الله -عليه السلام- المصور".
ش: أراد بالقوم هؤلاء: جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الظاهر، قد دخل في عموم ما روي من الأحاديث صورة كل شيء، سواء كانت مما له روح أو من الجمادات كالأشجار والأتمار ونحوهما.
واحتجوا في ذلك أيضًا بحديث عبد الله بن مسعود وأبي حجيفة.
أما حديث عبد اللهَ فأخرجه بإسناد صحيح، عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، عن وكيع ويحيى بن عيسى بن عبد الرحمن النهشلي الكوفي الجزار، كلاهما عن سليمان الأعمش، عن أبي الضحي مسلم بن صَبيح، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
وأخرجه مسلم (¬2): عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش. . . . إلى آخره نحوه.
¬__________
(¬1) والجمهور علي تضعيفه لأجل اختلاطه حتى قال الحافظ في "التقريب": صدوق اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه، فترك.
(¬2) "صحيح مسلم" (3/ 1670 رقم 2109).

الصفحة 472