كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 13)
وقال: وثنا أبو عبد اللَّه، قال: ثنا سفيان، عن أيوب، عن أبي رجاء قال: سمعت ابن عباس يقول: من فارق الجماعة شبرًا فمات، فميتة جاهلية.
قال: قال عبيد اللَّه بن حنبل: حدثني أبي قال: قال عمي: وعمر بن عبد العزيز جاء إلى أمر مظلم فأناره، وإلى سنن قد أميتت فأحياها, لم يخف في اللَّه لومة لائم، ولا خاف في اللَّه أحدًا، فأحيا سننًا قد أميتت، وشرع شرائع قد دَرست، رحمه اللَّه.
قال عمي: ويقال: إن في كل كذا وكذا يقوم قائم بأمر اللَّه، ثم ذكر المتوكل، فقال: لقد أمات عن الناس أمورًا قد كانوا أحدثوها من درس الإِسلام، وإظهار المنكر.
قلت: فتراه من أُولي الحق؟
قال: أليس قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت، فقد أظهر ما أَظهر" (¬1)، وأي بلاء كان أكثر من الذي كان أحدث عدو اللَّه وعدو الإِسلام في الإِسلام من إماتة السنة. يعني: الذي قبل المتوكل، فأحيا المتوكل السنة، رضوان اللَّه عليه.
"السنة" للخلال 1/ 62 - 65 (18 - 23)
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (2677)، وابن ماجه (209، 210) من حديث عمرو بن عوف المزني. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
ولفظه كما في ابن ماجه: "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها من الناس، لا ينقص من أجور الناس شيئًا، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها اللَّه ورسوله فان عليه مثل إثم من عمل بها من الناس، لا ينقص من آثام الناس شيئًا".
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (965).
الصفحة 41
542