كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 13)
قال مذكورة فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل، فقال: سعيد بن جبير! ! لم يرض فعله.
وقال: عن أبي بكر المرُّوذي أن أبا عبد اللَّه قال: قد قلت لابن الكلبي صاحب الخليفة: ما أعرف نفسي مذ كنت حدثًا إلى ساعتي هذِه إلَّا أؤدي الصلاة خلفهم، وأعتد إمامته، ولا أرى الخروج عليهم.
قال أبو بكر المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يأمر بكف الدماء، وينكر الخروج إنكارًا شديدًا.
"السنة" للخلال 1/ 103 (85 - 87)
وقال: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد اللَّه في أمر كان حدث ببغداد، وهمَّ قوم بالخروج، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: سبحان اللَّه، الدماء، الدماء، لا أرى ذلك، ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء، وتستباح فيها الأموال، وتنتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه. يعني: أيام الفتنة؟ !
قلت: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبد اللَّه؟
قال: وإن كان، فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك؛ خير لك.
ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به.
قال الخلال: قال علي بن عيسى: سمعت حنبلًا يقول في ولاية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد اللَّه؛ أبو بكر بن عبيد وإبراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم، فجاءوا إلى أبي عبد اللَّه،
الصفحة 47
542