كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 13)

جفوته بعد، وكان قد خرج ذاك الجانب، فذهبت أنا وابن مسلم فعاتبناه، وقلت: إيش حملك؟ فكأنه ندم أو رجع.
وقال: قال أبو بكر المرُّوذي: رأيت أبا عبد اللَّه في النوم في الفتنة، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، ما أحوج أصحابنا إلى أن يعرفوا مذهبك، ما تقول في الفتنة؟
قال: مذهبنا حديث أبي ذر.
قلت: فإن دخل على الحرم؟ فتكلم بشيء لم أفهمه.
وقال: قال أبو بكر المرُّوذي: ثنا أبو عبد اللَّه قال: ثنا عبد العزيز العمي قال: ثنا أبو عمران، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر قال: كنت خلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين خرج من حاشى المدينة، فقال: "يَا أَبَا ذَرٍّ, أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ قُتِلُوا حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنْ الدِّمَاءِ كَيْفَ تصنع؟ " قلْت: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: "تَدْخُلُ بَيْتَكَ" قال: قُلْتُ: يا رسول اللَّهِ، فإِنْ أتى عَليَّ؟ قال: "تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ" قال: فأحمل السِّلَاحَ؟ قال: "إِذًا شَارَكْتَ القوم" قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّه؟ قال: "إِنْ خِفْتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ طَائِفَةً مِنْ ثَوْبِك عَلَى وَجْهِكَ, يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ" (¬1).
قال الخلال: قال سليمان بن الأشعث أبو داود: سمعت أبا عبد اللَّه
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 149 عن مرحوم بن أبي عمران الجوني به. وأبو داود (4261)، وابن ماجه (3958) من طريق حماد بن زيد عن أبي عمران عن المشعث ابن طريف عن عبد اللَّه بن الصامت به بنحوه.
قال أبو داود: لم يذكر المشعثَ في هذا الحديث غيرُ حماد بن زيد.
وصحح الألباني إسناد أحمد، انظر: "الإرواء" 8/ 102 (2451).

الصفحة 50