كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 13)
وأصول الحكم "، نفى فيه أن تكون الخلافة من الدين، وزعم أن الدين لا يتدخل في شؤون الحكم، وقد ردّ عليه الشيخ محمد الخضر بكتاب من 552 صفحة، سماه: "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم".
كما كتب الدكتور طه حسين في سنة 1926 م كتابه المشهور: "في الشعر الجاهلي"، ادعى فيه أن هذا الشهر منحول، مردّداً في ذلك دعوى المستشرق (مارجوليوث)، فتصدى الشيخ محمد الخضر لهذه الدعوى ولصاحبها، وكتب رداً تحت عنوان: "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، وقد لاحظ بعض الدارسين أن كلمة "نقض" التي استعملها الشيخ أكثر حدة وشمولًا من كلمة نقد، وقد اعترف الدكتور طه حسين -كما روى الشيخ محمد الفاضل بن عاشور-: أن "كتاب الشيخ محمد الخضر من أهم الردود، وأشدها حجة" (¬1).
رحم الله الإمام محمد الخضر حسين، وبوأه مقعد الصدق؛ فقد عاش "كأنما يستشعر دائماً أنه لم يخلق لنفسه، وإنما للإسلام" (¬2)، الذي ما هوجم في وقعة إلا وكان للأستاذ -محمد الخضر- دفاع أمتن من الفولاذ، وأرسخ من الجبال الراسيات" (¬3).
¬__________
(¬1) محمد مواعدة: مرجع سابق، (ص 86).
(¬2) البوطي ... (ص 241).
(¬3) محب الدين الخطيب: نقلاً عن آثار الإمام ابن باديس، ج 3، (ص 114).