كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 13)

وإن زعمتم أنها ليست أُم المؤمنين فقد كفرتم، وخرجتم من الإسلام، إن الله يقول: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}، فأنتم مترددون بين ضلالتين، فاختاروا أيتهما شئتم، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم دعا قريشا يوم الحُدَيبيَة، على أن يكتب بينه وبينهم كتابا، فقال: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: والله، لو كنا نعلم أنك رسول الله، ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال: والله، إني لرسول الله حقا، وإن كذبتموني، اكتب يا علي: محمد بن عبد الله، فرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كان أفضل من علي، رضي الله عنه، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم، فرجع منهم عشرون ألفا، وبقي منهم أربعة آلاف، فقتلوا» (¬١).
أخرجه عبد الرزاق (١٨٦٧٨). وأحمد (٣١٨٧) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (٨٥٢٢ و ١١٧٤٧) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي.
كلاهما (عبد الرزاق بن همام، وابن مهدي) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا أَبو زميل الحنفي، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الرزاق.
(¬٢) المسند الجامع (٦٩٤٧)، وتحفة الأشراف (٥٦٨٠)، وأطراف المسند (٣٤٠٧).
والحديث؛ أخرجه الطبراني (١٠٥٩٨)، والبيهقي ٨/ ١٧٩.

الصفحة 386