ثم قال: يا إسماعيل، إن الله يأمرني أن أبتني بيتا هاهنا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، يأتيها السيل من ناحيتيها، ولا يعلو عليها، فقاما يحفران عن القواعد، فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إبراهيم يأتي بالحجارة، وإسماعيل يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا
⦗٤٢٢⦘
الحجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله، وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}».
قال معمر: وسمعت رجلا يقول: كان إبراهيم يأتيهم على البراق.
قال: وسمعت رجلا آخر يقول: بكيا حين التقيا، حتى أجابتهم الطير.
قال معمر: إن عمر بن الخطاب قال لقريش: إنه كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم، فتهاونوا به، ولم يعظموا حرمته، فأهلكهم الله، ثم وليه بعدهم جرهم، فتهاونوا فيه، ولم يعظموا حرمته، فأهلكهم الله، فلا تهاونوا به، وعظموا حرمته (¬١).
- وفي رواية: «أن إبراهيم جاء بإسماعيل، عليهما السلام، وهاجر، فوضعهما بمكة، في موضع زمزم، فذكر الحديث، ثم جاءت من المروة إلى إسماعيل، وقد نبعت العين، فجعلت تفحص العين بيدها هكذا، حتى اجتمع الماء من شقه، ثم تأخذه بقدحها، فتجعله في سقائها، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يرحمها الله، لو تركتها لكانت عينا سائحة تجري إلى يوم القيامة» (¬٢).
أخرجه عبد الرزاق (٩١٠٧) عن مَعمَر، عن أيوب، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر. و «أحمد» (٢٢٨٥) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا عطاء بن السائب. وفي ١/ ٣٤٧ (٣٢٥٠) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن أيوب، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر. و «البخاري» ٣/ ١١٢ (٢٣٦٨) و ٤/ ١٤٢ (٣٣٦٤) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، وكثير بن كثير، يزيد أحدهما على الآخر. وفي ٤/ ١٤٤ (٣٣٦٥) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أَبو عامر عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير.
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الرزاق.
(¬٢) اللفظ لأحمد (٢٢٨٥).