كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 13)

فأمرها إذا ولدت، أن تجعله في تابوت، وتلقيه في اليم، فلما ولدت فعلت ذلك، فلما توارى عنها ابنها، أتاها الشيطان، فقالت في نفسها: ما فعلت بابني، لو ذبح عندي، فواريته وكفنته، كان أحب إلي أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه، فانتهى الماء به، حتى أوفى به عند فرضة مستقى جواري امرأة فرعون، فلما رأينه أخذنه، فهممن أن يفتحن التابوت، فقال بعضهن: إن في هذا مالا، وإنا إن فتحناه، لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه، فحملنه كهيئته، لم يخرجن منه شيئا، حتى دفعنه إليها، فلما فتحته رأت فيه غلاما، فألقي عليها منه محبة، لم يلق منها على أحد قط، وأصبح فؤاد أُم موسى فارغا من ذكر كل شيء، إلا من ذكر موسى، فلما سمع الذباحون بأمره، أقبلوا

⦗٤٢٩⦘
بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه، وذلك من الفتون يا ابن جبير، فقالت لهم: أقروه، فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل، حتى آتي فرعون فأستوهبه منه، فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم، وإن أمر بذبحه لم ألمكم، فأتت فرعون فقالت: {قرة عين لي ولك}، فقال فرعون: يكون لك، فأما لي فلا حاجة لي، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:
«والذي يحلف به، لو أقر فرعون أن يكون له قرة عين، كما أقرت امرأته، لهداه الله كما هداها، ولكن الله حرمه ذلك».

الصفحة 428