كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 13)

فقال: يا أبا أيوب، أبلغ بهذا فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام، فذهب به أَبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: خبز ولحم، وتمر وبسر ورطب، ودمعت عيناه، والذي نفسي بيده، إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله، جل وعلا: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}، فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على أصحابه، فقال: بل إذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأيديكم، فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم، فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأنعم علينا وأفضل، فإن هذا كفاف بها، فلما نهض، قال لأَبي أَيوب: ائتنا غدا، وكان لا يأتي إليه أحد معروفا، إلا أحب أن يجازيه، قال: وإن أبا أيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أمرك أن تأتيه غدا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته، فقال: يا أبا أيوب، استوص بها خيرا، فإنا لم نر إلا خيرًا ما دامت عندنا، فلما جاء بها أَبو أيوب من عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: لا أجد لوصية رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خيرًا من أن أعتقها، فأعتقها».
أخرجه ابن حبان (٥٢١٦) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي، بخبر غريب، قال: أخبرنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة، فذكره (¬١).
---------------
(¬١) مَجمَع الزوائد ١٠/ ٣١٧.
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٢٢٤٧).

الصفحة 566