كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
واستنهضوني فلمَّا قمتُ نحوهمُ (¬1) ... بثِقْلِ ما حمَّلوني منهمُ (¬2) قعدوا
لأَخرجنَّ من الدنيا وحبُّهمُ ... بين الجوانحِ لم يَشْعُرْ به أحدُ
وقال (¬3): [من المنسرح]
إنْ تَشْقَ عيني بهم فقد سَعِدت ... عينُ رسولي وفزتُ بالنَّظرِ (¬4)
وكلَّما جاءني الرسولُ لهم ... رددتُ شوقًا في طرفه بصري
تظهرُ في وجهه محاسنهم ... قد أثَّرت فيه أحسنَ الأَثر
خذ مُقْلَتي يا رسولُ عارِيةً ... فانظر بها واحتكم على بصري
ذِكر وفاتِه:
قال عمر بن شَبَّة: مات العباسُ بن الأحنفِ في اليوم الذي مات فيه محمَّد بن الحسن والكسائيُّ سنةَ تسعٍ وثمانين (¬5) ومئة، وقيل: سنةَ ثمانٍ وثمانين، وقيل: إنَّ وفاتَه تأخرت بعد وفاة الرشيد.
وقال محمَّد بن يزيَدَ الثُّمالي: مات العباسُ وإِبراهيم الموصليُّ في يومٍ واحد، فرُفع خبرُهم إلى الرشيد، فأمر المأمونَ بالصَّلاة عليهم، فوافاهم في موضعِ الجنائز، فقال: مَن قدَّمتم؟ قالوا: إِبراهيم، قال: أَخِّروه وقدِّموا العباس، وصلَّى عليهما. فلمَّا فرغ اعترضه بعضُ الطاهريةِ (¬6) فقال: أيها الأميرُ، لمَ قَدَّمت عباسًا؟ فقال: يا فضوليُّ؛ لقوله: [من الكامل]
¬__________
(¬1) في المصادر: منتصبًا.
(¬2) في (خ): من حبهم، ولا يستقيم به الوزن، وفي الديوان: ودهم.
(¬3) نسب الأبيات للعباس بن الأحنف الطبري 8/ 658، وتابعه ابن الأثير 6/ 437، ونسبها صاحب الوفيات 3/ 22 للرشيد، وصاحب محاضرات الأدباء 3/ 209 لمحمَّد بن أمية، وهي في المدهش ص 105 دون نسبة، وهي أيضًا في ديوان أبي نواس ص 286.
(¬4) في المدهش: وفاز بالنظر، وفي بقية المصادر: وفزت بالخبر.
(¬5) الذي في تاريخ بغداد 14/ 14، ووفيات الأعيان 3/ 25 عن عمر بن شبة: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومئة، ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي وعباس الأحنف.
فإقحام محمد بن الحسن في هذا الخبر وهم، والله أعلم. وانظر المنتظم 9/ 208.
(¬6) في وفيات الأعيان 3/ 25، والوافي بالوفيات 16/ 639 أنه هاشم بن عبد الله بن مالك الخزاعي.