كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

وقال سَرِيٌّ السَّقَطي: أربعةٌ طلبوا الحلال وجَدُّوا فيه: وهَيب بن الوَرْد، وشُعَيبُ بن حَرْب، ويوسُفُ كان أسباط، وسالمٌ (¬1) الخوَّاص.
أسند شعيبٌ عن شعبةَ والثوريِّ وزهير بنِ معاوية، وروى عنه الإمام أحمدُ رحمه الله وابن مَعين وابنُ المديني (¬2)، وكان من الثِّقات العلماءِ، الآمرين بالمعروف، المُدَقِّقين في طلب الحلال.

عبدُ الله بن وَهْب
ابنِ مسلم أبو محمَّد، مولى قريش (¬3).
[ذكره ابنُ سعد] في الطبقة السادسةِ من أهل مصر [وقال: ] كان كثيرَ العلم، ثقةً فيما قال [: حدثنا] (¬4) وكان يُدَلِّس.
[وهذا قول ابن سعد، وقال غيره: ] وُلد سنةَ خمس وعشرين ومئة في ذي القَعدة، وطلب العلمَ وهو ابن سبعَ عشرةَ سنة، وكان إمامًا عالمًا زاهدًا وَرِعًا.
[قال أبو نُعيم الأصفهانيُّ (¬5) بإسناده إلى أحمدَ بن سعيدٍ الهَمْدانيِّ قال: ] دخل [ابنُ وهب] الحمَّام، فسمع قارئًا يقرأ: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} [غافر: 47] فسقط مغشيًّا عليه، فغُسلت عنه النُّوْرَة وهو لا يَعْقِل.
[قلت: وقولُه: وغُسلت عنه النُّورة، يعني الكلس والزرنيخ؛ لأنَّ السلف كانوا يستعملونها ويقصدون السُّنَّة؛ فإنَّ في حديث عائشةَ - رضي الله عنها - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان تَنَوَّرَ (¬6).
وقال أبو عبد الله الحاكم: سمعتُ أبا إسحاقَ المُزَكِّي (¬7) يقول: سمعت محمَّدَ بن
¬__________
(¬1) في المصادر: سليمان. انظر تاريخ بغداد 10/ 333، وصفة الصفوة 3/ 7، ووفيات الأعيان 2/ 471، وتهذيب الكمال، وسير أعلام النبلاء 9/ 189 - 190.
(¬2) لم تذكر المصادر يحيى بن معين وعلي بن المديني، المذكور فيها يحيى بن أيوب المقابري ومحمد بن عيسي بن حيان الدائني.
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 526، تهذيب الكمال، المنتظم 10/ 40، السير 9/ 223، تاريخ الإِسلام 4/ 1143.
(¬4) قوله: حدثنا، من طبقات ابن سعد 9/ 526
(¬5) في حلية الأولياء 8/ 324، وما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) لم نقف عليه من حديث عائشة -رضي الله عنها-، وأخرجه ابن ماجه (3751) من حديث أم سلمة -رضي الله عنها-، وفيه انقطاع.
(¬7) في (ب): المزني، وهو خطأ، وليس في (خ)، وأبو إسحاق التركي شيخ الحاكم هو إبراهيم بن محمَّد بن يحيى النيسابوري، انظر ترجمته في السير 16/ 163، والخبر في المنتظم 10/ 41، وتهذيب الكمال.

الصفحة 279