كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
وقال عبدُ الله المذكور: أنشدتُ الأمينَ أوَّل [ما] (¬1) ولي الخلافة: [من المنسرح]
لا بدَّ من سَكرةٍ على طَرَبٍ ... لعلَّ روحًا تُدال من كُرَبِ
فعاطنيها صَهباءَ صافيةً ... تضحك من لؤلؤ على ذَهَب
خليفةَ الله أنت مُنتَخَبٌ ... لخير أمٍّ من هاشمٍ وأب
فأمر لي (¬2) بمئتي ألفِ درهم، فصالحوني على مئة ألفِ درهم.
وغنَّى إبراهيم بنُ المهديّ (¬3) ليلةً بين يدي محمَّد وكانا في حرَّاقة: [من الطويل]
هجرتُكِ حتى قيل لا يعرف الرِّضا ... وزرتُكِ حتى قيل ليس له صبرُ (¬4)
فملأ له الحرَّاقةَ ذهبًا.
ومرَّ (¬5) محمد ليلةً بجاريةٍ له سكرى، فراودها، قالت: لا أفعل على هذه الحال إلى غد. فلمَّا كان من الغد أتاها، فامتنعت عليه، فقال لها: هذا الميعاد، فقالت: أما سمعتَ المَثل السائر: كلامُ الليل يمحوه النهار؟ [فقال: مَن ببابي من الشعراء؟ فقال: أبو نُواس والرَّقاش ومصعب (¬6)، فأَمر بهم فأُدخلوا عليه، فقال: قولوا شعرًا في معنى: كلامُ الليل يمحوه النهار، (¬7) فقال الرَّقاشي: [من الوافر]
متى تصحو وقلبُك مستطارٌ ... وقد مُنع القَرارُ فلا قَرارُ
وقد تركَتْكَ صَبًّا مُستهامًا ... فتاةٌ لا تَزور ولا تُزار
إذا استَنْجَزْتَ منها الوَعْدَ قالت ... كلامُ الليلِ يمحوه النهار
وقال مصعب:
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد 4/ 543.
(¬2) في (خ): له، والمثبت من تاريخ بغداد.
(¬3) في (ب): وقال الصوفي: غنى علي بن المهدي، والمثبت من (خ)، وهو الموافق لما في تاريخ الطبري 8/ 520.
(¬4) هو في أمالي القالي 1/ 150، والبيت في ديوان الهذليين 2/ 957 ضمن قصيدة لأبي صخر، وروايته:
وصلتك حتى قلت لا يعرف القلى ... وزرتك حتى قلت ليس له صبر
(¬5) قبلها في (ب): وقال الصولي أيضًا، وفي العقد الفريد 6/ 409: حدث أبو جعفر قال ... ثم ذكر القصة، وفي مرآة الجنان 1/ 454 أن صاحب القصة هارون الرشيد.
(¬6) في مرآة الجنان: أبو مصعب.
(¬7) في العقد الفريد ومرآة الجنان: يكون آخره: كلام الليل يمحوه النهار، وما بين حاصرتين من (ب).