كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

من أبيات. وقال أيضًا: [من الطويل]
أطِل حَزنًا وابكِ الأمينَ محمَّدا ... إنْ خِفْتَ أن تلقى حُسامًا مُهَنَّدا
لحا اللهُ قومًا أسلموك وظاهروا ... عليك لَعينًا فاسِقًا مُتَمَرِّدا
فلا وَجدوا للعَيْش بعدك لَذَّةً ... ولا بَرِحوا من حُرمَةِ الخَوف والرَّدى
فقد كنتَ خيرَ الناس غيرَ مُدافَعٍ ... وأشرفَهم نَفْسًا وأزكاه مَحْتِدا
وأكرمَه عَفْوًا وأعلاه همَّةً ... وأسبقَه جُودًا وأجودَه يدا
ولا تمَّت الأشياءُ بعد محمَّد ... ولا زال شَمْلُ المُلك فيه مُبدَّدا
ولا فرح المأمونُ بالمُلك بعده ... ولا زال في الدنيا طَريدًا مُشَرَّدا (¬1)
وقال أبو نُواس: [من الطويل]
طَوى الموتُ ما بيني وبين محمَّد ... وليس لما تطوي المَنيةُ ناشرُ
وكنتُ عليه أحْذَرُ [الموتَ] (¬2) وَحْدَه ... فلم يَبقَ لي شيءٌ عليه أُحاذِرُ
لَئن عَمَرتْ دورٌ بمَن إلَّا أُحبُّه ... لقد عَمَرت ممَّن أحبُّ المقابر
وهذا المعنى أخذه أبو نُواسٍ من امرأة، فإنَّه اجتاز بمَقبُرة، فرأى امرأةً تبكي عند قبرٍ قد مات ولدُها وهي تقول: إنَّ فقدي إياك أنساني فقدَ سواك، وإنَّ مُصيبتي بك هَوَّنت عليَّ المصائب، ثم قالت: [من مجزوء الكامل]
كنتَ السَّوادَ لمُقْلَةٍ ... فبكى عليك النّاظِرُ (¬3)
مَن شاء بعدك فليَمُتْ ... فعليك كنت أُحاذِز
وقال إبراهيم بنُ المهدي وكتب بها إلى المأمون يُخبره أنَّهم ذبحوه من خلفِ قفاه، ولفُّوا جُثَّته في [جُل وألقَوه] في دِجلة (¬4): [من السريع]
¬__________
(¬1) انظر بعض هذه الأبيات في الأغاني 7/ 150 و 165 - 166، والتذكرة الحمدونية 2/ 131، وتاريخ الإِسلام 5/ 356.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب)، وهو الموافق للديوان ص 342.
(¬3) في (ب) و (خ): تبكي عليك وناظر, والمثبت من ديوان إبراهيم الصولي ص 169 (الطرائف الأدبية)، والعقد الفريد 3/ 254، والبصائر والذخائر 8/ 142، والتذكرة الحمدونية، ووفيات الأعيان 1/ 47.
(¬4) في (خ): وألقوا جثته في دجلة.

الصفحة 314