كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
لم يَكفِهِ أن حَزَّ أوداجَه ... نحْرَ الهدايا بمُدى الجازِرِ
حتى انْبَرى يسْحَبُ أوصاله ... في شَطَنٍ يُفني مَدَى السَّائر
فأَبلِغا المأمونَ عنِّي فقد ... زيد على المأمورِ والآمر (¬1)
قولًا له يا ابنَ سَليلِ الهُدى (¬2) ... طَهِّرْ بلادَ اللهِ من طاهر
من أبيات. فلمَّا قرأها المأمونُ اشتدَّ عليه.
وقالت زُبيدة [أمُّ الأمين] (¬3) -وقيل: إنَّ خُزَيمة بنَ الحسن قالها على لسانها: [من المديد]
قد رأيتُ الخُلْدَ يُنْتَهَبُ ... وأَجيجُ النَّارِ تلتَهبُ
[وبه الأبكارُ صارخةٌ ... ضجَّ منها الوَيلُ والحَرَب]
وأميرُ المؤمنين على التُّرْبِ ... والأوداجُ تَنْشَخِبُ (¬4)
ضربوه فوق مَفْرِقه ... وَيحهم يَدرون مَن ضربوا
لو يكن بالرُّوم مَقتَلُه ... لَبَكَتْه الرومُ والصُّلُب
أبصرتْ عيناي ويحهما ... عَجَبًا ما مثلُه عَجَب
جسمَ روحٍ صَريخَ له ... رأسه للناس قد نَصَبوا
[فأتى ما لا أقَدِّره ... وحُتوف المرء تُجْتَلب
فصَبَرْتُ النَّفْسَ كارهةً ... ودموعي الدَّهرَ تَنْسَكِبُ] (¬5)
فحَياتي ما حَييتُ كُدًى ... أو توراي وَجْهيَ التُّرُبُ
فعليه ما بدا فَلَقٌ ... رَحْمةُ الرَّحمن تُرْتَقَبُ
وقال عن لسانها -وكتبت بها إلى المأمونِ أخي الأمين (¬6): [من الطويل]
¬__________
(¬1) رواية الطبري 8/ 489، وابن الأثير 6/ 288:
وأبلغا عني مقالًا إلى الـ ... ـمولى على المأمور والآمر
(¬2) في تاريخ الطبري: ولي الهدى، وفي تاريخ ابن الأثير: أبي الناصر.
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) أي: تنفجر. مختار الصحاح (شخب).
(¬5) الأبيات التي بين حاصرتين من (ب). ولم نقف على القصيدة.
(¬6) نسبت القصيدة لخزيمة بن الحسن في تاريخ الطبري 8/ 506، وابن الأثير 6/ 290، ونسبت في العقد الفريد 3 / =