كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

حتى تُناخي بنا إلى مَلِكٍ ... توَّجه اللهُ بالمَهابات
عليه تاجانِ فوق مَفْرِقه ... تاجُ جَلال وتاجُ إخبات
يقول للرِّيح كلَّما نَسَمَت ... هل لك يا ريحُ في مُباراتي
مَن مِثل مَن عمُّه الرسولُ ومَن ... أخوالُه أكرمُ الخُؤولات
قال مسعودُ بن بشر (¬1): فقلت: أنا أُنشدك أحسنَ ممَّا أنشدتني، فقال: هات، فقلت: [من الطويل]
ذكرتُم من التَّرحال أمرًا فغمَّنا ... فلو قد فعلتُمْ صبَّح الموتُ بعضَنا
زعمْتُم بأنَّ البَين يُحزِنُكم نَعَمْ ... سيُحزنكم حُزْنًا ولا مثلَ حُزْنِنا
أطال قصيرُ الليل يا رَحمَ عندكمْ ... فإن قصيرَ الليلِ قد طال عندنا
خَليُّون من أوجاعنا يَعْذِلوننا ... يقولون لِمْ لم تَهوَ قلتا تديُّنا (¬2)
فلو شاء ربيِّ لابْتَلاهم بمثل ما ابـ ... تلانا فصاروا لا علينا ولا لنا
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالدٍ ... هواكمْ لعلَّ الفضلَ يَجْمع بيننا
إليك أبا العبَّاس مِن بين مَن مشى ... عليها امتَطَينا الحَضْرَميَّ المُلَسَّنا (¬3)
قَلائصَ لم تَحْمل جَنينًا على طَلًا (¬4) ... ولم تَدْرِ ما قَرْعُ الفَنيقِ ولا الهِنا (¬5)
فقال ابن مُناذر: أحسنَ والله صاحبُك في التَّشْبيب، وأغْرَبَ علينا في النِّعال وتصييرِه إياها مَطايا، ثم قال: لمن هذا؟ قلت: لأبي نُواس، فقال: لعنه الله، وندم على تحسين الأبيات.
وقال وقد حَجَبه مالك بن طَوْق (¬6): [من البسيط]
¬__________
(¬1) في (خ): قال ابن مسعود، ولعله سبق قلم.
(¬2) كذا في (خ)، وفي ديوان أبي نواس ص 652: يقودون لِمْ تهوون قلنا لذنبنا.
(¬3) قال محقق الديوان: الحضرمي الملسن: النعل التي فيها طول كهيئة اللسان، استعاره للمطايا.
(¬4) الطلا: ولد ذوات الظِّلف. وهذه رواية العمدة 1/ 228، وتاريخ بغداد 8/ 486، ورواية الديوان: لم تسقط جنينًا من الوجى.
(¬5) الفَنيق: الفحل المكرَم لا يؤذى لكرامته على أهله ولا يركب، والهِناء: القطران. القاموس المحيط (فنق)، (هنأ).
(¬6) البيتان لأبي تمام لا كما ذكر المصنف، وهما في ديوانه 3/ 48.

الصفحة 346