كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
هذا آخرُ أيامك من الدنيا، وبينك وبين اللهِ هَنَات، فتُبْ منها، فقال: إيَّاي تُخَوِّفون بالله، أَسنِدوني، فأسندوه، فقال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن يزيدَ الرَّقَاشي (¬1)، عن أنس بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادَّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائرِ من أُمَّتي" أَفتراني لا أكون منهم!
[قلت: وقد ضعَّفه الخطيبُ فقال: لم يروه عن محمَّد بنِ إبراهيمَ غيُر إسماعيلَ بن عليٍّ الخزاعي، وكان غيَر ثقة (¬2).
قال الخطيب: ] ودُفن بمقابر الشُّونيزية [غربي بغداد بتلِّ اليهود] (¬3). وسنُّه أربعٌ وستُّون سنة، وقيل: تسع وخمسون سنة، رحمة الله عليه (¬4).
مَعْروف الكرْخيّ (¬5)
اختلفوا في نسبه فقال الخطيبُ: هو معروف بن الفَيرُزان. وقيل: فَيْروز. وقيل: عليّ. وقال ابنُ خَميس في "مناقب الأبرار": هو معروف بنُ فيروز. وقيل: ابن مرزان (¬6). وقيل: ابن علي. وينسب إلى كَرْخ بغداد، وقبره معروفٌ يُزار إلى اليوم، ويقال له: كرخ باجَدَّا.
¬__________
(¬1) الصواب: ثابت البناني، كما في تاريخ بغداد 2/ 284، والمنتظم 10/ 17، ويزيد الرقاشي راوي الحديث الذي قبله في المصدرين، وهو بالإسناد ذاته.
(¬2) والحديث صحيح من طرق أخرى عن أنس - رضي الله عنه -، كما في سنن أبي داود (4739) والترمذي (2435) ومسند أحمد (12376) و (13222)، وله شواهد.
(¬3) تاريخ بغداد 8/ 491، والمنتظم 10/ 20.
(¬4) في (ب): واختلفوا في سنه، فقال الخطيب: أربعة وستون سنة لأنه ولد سنة ست وثلاثين ومئة. قال جدي رحمه الله في المنتظم: وكان عمره تسعًا وخمسين سنة، هذا على تصحيح مولده، وقد ذكرناه. اهـ.
قلت: هذا الذي نقله عن الخطيب يخالفه ما في تاريخه 8/ 491 فإنه قال: وكان عمره تسعًا وخمسين سنة، فجعله قولًا لابن الجوزي، وابن الجوزي إنما ينقل جُلّ تراجمه عن الخطيب، وانظر المنتظم 10/ 20. وهذا ما جعلني أثبت سياق (خ)، وإن كان في (ب) زيادات مفيدة إلا أن الأوهام فيها كثيرة هذا أحدها.
(¬5) طبقات الصوفية 83، حلية الأولياء 8/ 360، تاريخ بغداد 15/ 263، المنتظم 10/ 88، صفة الصفوة 2/ 318، مناقب الأبرار 1/ 120، تاريخ الإسلام 4/ 1210، السير 9/ 339.
(¬6) كذا في (ب)، وفي مناقب الأبرار 1/ 120: الفيرزان، وهو الصحيح.