كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
فقال واحدٌ من الجماعة: هو قصيرُ العلم [قال عبدُ الله بن أحمدَ بنِ حنبل: فقال له والدي: ] (¬1) أَمسِك عافاك اللهُ، وهل يراد بالعلم إلَّا ما وصل إليه معروف! [ورواه الخطيب (¬2) عن عبد اللهِ بن الإمام أحمدَ رحمه الله قال: قلت لأبي: هل كان مع معروفٍ شيءٌ من العلم؟ فقال: كان معه رأسُ العلم، خشيةُ الله تعالى.
[وروى أبو الحسين بن عمرَ القزوينيُّ قال: ] (¬3) قيل لبِشر: إنَّ معروفًا يحضر الولائمَ ويأكل الطيِّباتِ ويقول: أنا ضيف، من أيِّ شيءٍ أطعمني أكلت، فقال بِشر: أعرف رجلًا يشتهي باذنجانةً من كذا وكذا سنة، ثم قال: أخي معروفٌ يأكل ببسط المعرفة، وأنا أترك بقبض الورع.
[وروى الخطيبُ بإسناده عن عبد الوهاب الورَّاق وقيل له: ] (¬4) إنَّ معروفًا يمشي على الماء، فقال: لو قيل لي: إنَّه يمشي في الهواء لصدَّقت.
وقال زيد الحِمْيَري (¬5): قال لي ثوبانُ الراهب: أَرِني معروفَكم هذا الذي تذكرون من فضله، فذهبنا إلى معروف، فلقيناه قد نزل من مسجده، فسلَّمت عليه وقلت: إنَّ ثوبانَ جاء ليسلِّمَ عليك، فقال له معروف: كيف تجدون الإسلامَ عندكم؟ قال: عظيمًا، قال معروف: أيّها الراهب، هو عند اللهِ أعظم، ثم قرأ: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] الآيةَ، ثم قال: أيُّها الراهب، أَسلم، فإنَّ لك حقًّا، نقلتَ قدميك إلينا، فبكى الراهب ثم قال: قد وقع كلامُك في قلبي، ثم سلَّم وانصرفنا، ثم قال لي الراهبُ: يا زيد، ما أرى أنَّ في الدنيا مثلَ هذا، لو دعاني بكلمةٍ أخرى لأسلمت.
[ذِكر زيارة الأئمَّة له والتبرُّكِ بدعائه:
قد كان جماعةٌ من الأئمة والزهَّاد يتباركون بزيارته، منهم أحمد بنُ حنبلٍ ويحيى بن
¬__________
(¬1) في (خ): فقال الإمام أحمد رحمه الله ...
(¬2) ذكره في تاريخه 1/ 266 دون إسناد. وفي (خ): وقال عبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله ...
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (خ): وقيل لعبد الوهاب ... ، والخبر في تاريخ بغداد 15/ 272 - 273.
(¬5) في (ب): وروى الخطيب عن زيد الحميري قال، والمثبت من (خ)، ولم أقف عليه في ترجمته من تاريخ بغداد.