كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
و [قال الخطيب: ] قال [معروف: ] النظرُ إلى المصحف وإلى الوالدين والقعودُ في المسجد عبادة. و [قال أبو نُعيم]: قال [معروف] ما أكثرَ الصالحين وأقلَّ الصادقين فيهم!
و[قال السُّلمي: ] (¬1) قال [معروف: ] قلوبُ الصالحين تُزهر بالتقوى وتُسرج بالبِر، وقلوب الفجَّار تُظلم بالفجور وتَعمى بسوء النيَّة.
[وقال ابنُ جَهضَم: قيل لمعروف: ] (¬2) بأيِّ شيءٍ قدر القومُ على الطاعة لله تعالى؟ فقال: بخروج الدنيا من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم لَمَا صحَّت لهم سجدة.
وقال [السَّري: سمعت معروفًا يقول] (¬3): مَن كابر اللهَ صرعه، ومَن نازعه قمعه، ومَن ماكره خدعه، ومَن توكَّل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه.
[وروى أبو نُعيم (¬4) عن يعقوبَ بنِ أخي معروف قال: سمعت عمِّي معروفًا يقول: ] (¬5) كلامُ العبد فيما لا يعنيه خِذلانٌ من الله (¬6)، ورجاؤك لمن لا يطيعه خذلان وحُمق. وقال: إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا استعمله في الطاعة وأَسكنه بين الفقراء، وإذا أراد به غيرَ ذلك منعه العمل، وابتلاه بالجدال، وأَسكنه بين الأغنياء.
وقيل له: ما يُخرج الدنيا من القلب؟ فقال: صفاءُ الودِّ وحُسن المعاملة.
وجاءه رجلٌ فقال: قد بنيتُ دارًا، وأحبُّ أن تدخلَها وتدعوَ لي بالبركة، فجاء فدخلها وقال: يا أخي، ما أحسنَها! ولكن ما يَدَعونك فيها.
[وروى ابنُ باكويه عن] القاسم بنِ محمد البغداديِّ قال (¬7): كنت جارَ معروف، فسمعته ليلةً في السَّحَر يَنوح ويبكي وينشد: [من الخفيف]
¬__________
(¬1) في طبقاته ص 90، وما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) في (خ): وقيل له.
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في الحلية 8/ 361.
(¬5) في (خ): وقال ...
(¬6) هنا ينتهي كلام معروف في الحلية، وفي طبقات الحنابلة 1/ 383، والسير 9/ 341 أيضًا.
(¬7) في (خ): وقال القاسم بن محمد البغدادي.