كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
إليه، وجئت إلى منزلي والبابُ مفتوح، وزوجتي قد كادت تتلف من الضَّعف، فقلت: هذا عسلٌ وما تحتاجين إليه، ولم أُعلمها بالدنانير، واشترينا بها عقارًا، فنحن نستغلُّه إلى اليوم، ونعيش فيه ببركة معروف [وفي رواية: فبكت المرأةُ وقالت: اللهمَّ لا تنس لمعروفٍ هذا.
وفي رواية الخطيبِ أيضًا] (¬1) جاء رجلٌ إلى معروفٍ فقال له: وُلد لي البارحةَ مولود، وليس عندي شيء، فقال: اقعدْ وقلْ مئةَ مرة: ما شاء اللهُ كان، فقالها الرجل، فقال له: قل مرةً أخرى، فقالها، ففعل ذلك خمسَ مرات، فلمَّا استوفاها، إذا بخادم زبيدةَ أمِّ جعفرٍ قد دخل ومعه صُرَّة، فقال: ستُّنا تسلِّم عليك وتقول: ادفع هذه الصُّرَّةَ إلى قومٍ مساكين، فقال: ادفعها إلى ذاك الرجل، فقال يا أبا محفوظ، إنَّها خمسُ مئة دينار! فقال: قد قال خمسَ مئة مرة: ما شاء اللهُ كان، ثم قال للرجل: لو زدتنا لزدناك.
[وروى الخطيب (¬2) عن] خليلٍ الصياد قال (¬3): غاب ابني إلى الأنبار، فوَجَدَتْ أمُّه وَجْدًا شديدًا، فأتيتُ معروفًا فأخبرته، فقال: فما تريد؟ فقلت؟ ادعُ اللهَ أن يردَّه عليها، فقال: اللهم إنَّ السماءَ سماؤك، وإنَّ الأرضَ أرضك، وما بينهما لك، فأتِ به. قال خليل: فأتيت بابَ الشام، وإذا بابني قائمٌ مُنْبَهِر، فقلت: محمد! قال: نعم، قلت: ما لك؟ ! قال: الساعةَ كنت بالأنبار.
[وروى أبو نُعيم (¬4) عن] يعقوبَ بنِ أخي معروف قال (¬5): قال لي عمِّي معروف: إذا كانت لك إلى الله حاجةٌ فأَقسِم عليه بي. [وكذا روى سَرِيٌّ السَّقَطي عنه (¬6).
وروى ابن ناصرٍ بإسناده إلى] رَوح المُقرئ قال (¬7): نزل معروفٌ الماءَ ليتوضأ، ووضع ثوبَه ومصحفه، فجاءت امرأةٌ فأخذتهما، فتبعها يقول: يا أختي، تُحسنين
¬__________
(¬1) في (خ): وقال الخطيب.
(¬2) في تاريخه 15/ 273.
(¬3) في (خ): وقال خليل الصياد.
(¬4) في الحلية 8/ 364.
(¬5) في (خ): وقال يعقوب بن أخي معروف.
(¬6) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) في (خ): وقال روح المقرئ.