كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

سنة -وقال الجاحظ (¬1): كان عمرُه إحدى وأربعين سنة وخمسةَ أشهر- وهربوا، فبعث المأمونُ في طلبهم، وجعل لمن جاء بهم عشرة آلافِ دينار، فجاء بهم العباسُ بن الهيثمِ الدِّينوري، فأمر بقتلهم، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله، فقتلهم وبعث برؤوسهم إلى الحسن بنِ سهل إلى واسط، وأعلمهُ بما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيَّره مكانه، ووصل الكتابُ إلى الحسن في رمضان.
[وفيها توفي]

محمدُ بن جعفر
[ابنِ محمد] (¬2) بن عليِّ بن الحسين بن عليٍّ - عليه السلام -. الخارجُ بالحجاز [ومكَّة.
قال الخطيب: وكان] يلقَّب بالدِّيباج لحسن وجهه [وهو أخو إسحاقَ وموسى وعليٍّ بني جعفر. قال: وكان] يصوم يومًا ويُفطر يومًا. وقد ذكرناه، وأنَّ المعتصم حجَّ وأخذه، فبعث به إلى المأمون، فعفا عنه.
وكان عابدًا جَوادًا مُمَدَّحًا، ما خرج من منزله وعليه ثوبٌ فرجع وهو عليه.
وقيل (¬3): إنَّه مات سنةَ أربعٍ ومئتين، فخرج المأمونُ في جنازته حافيًا ماشيًا، وحمل سريرَه على عاتقه مسافة كبيرة إلى قبره، فقيل له. لو صلَّيت عليه ورجعت، فقال: [هذه] (¬4) رَحِمٌ قُطعت منذ مئتي سنة، وصلتاها اليوم.
وقال الصُّولي: لمَّا خرجوا بجنازته كان المأمون راكبًا، فلما رآه ترجَّل ودخل بين العمودين وحصله، وذلك بخُرسان.
وقيل: إنَّه جامع وافتصد ودخل الحمَّام في يومٍ واحد، فكان سببَ موته.
حدَّث عن أبيه، وروى عنه جماعة.
¬__________
(¬1) انظر كلامه في تاريخ بغداد 14/ 303.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 475، والمنتظم 10/ 120، وتاريخ الإسلام 5/ 175، والسير 10/ 104.
(¬3) قبلها في (ب): وقال الخطيب. ولم نجده في تاريخه، ولا في غيره من المصادر، بل لم نجد من ذكر وفاته في هذه السنة أصلًا، وذكروا وفاته في سنة 203.
(¬4) ما بين حاصرتين من (ب).

الصفحة 383