كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

فعيناشِ عيناها وجيدُشِ جيدُها ... ولكنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنشِ دَقيقُ (¬1)
وأما الطُّمْطُمانية، فكقول عنترة (¬2): [من الكامل]
تَبري له حُولُ النَّعام كأنها (¬3) ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأعْجَمَ طِمْطِمِ (¬4)
أسند اليزيديُّ عن أبي عَمرٍو وابن جُرَيجٍ، والخليل بنِ أحمد، وروى عنه ابنُه محمد، والقاسمُ بن سلَّام، والدُّوري (¬5)، في آخرين.
ومن شعره (¬6): [من الرمل]
الهوى أمرٌ عَجيبٌ شأنُه ... تارةً يأسٌ وأحيانًا رَجَا
ليس فيمن مات منه عَجَبٌ ... إنَّما يُعْجَب ممَّن قد نجا

[أبو إسحاقَ الدُّولابي
من أهل الرَّي، كان من الأبدال، صاحبَ كرامات.
قال الخطيبُ (¬7) بإسناده عن محمد بنِ منصورٍ الطُّوسي قال: جئت مرَّة إلى مَعْروفٍ الكَرْخيِّ لأزورَه، فعضَّ أناملَه وقال: هاه، لو لحقتَ أبا إسحاقَ (¬8) الدولابي، كان هاهنا الساعةَ، جاء يسلِّم عليَّ، قال: فذهبتُ أقوم، فقال: اجلس لعله قد بلغ الساعةَ منزلَه بالرَّيّ.]
* * *
¬__________
(¬1) البيت لمجنون ليلى قيس بن الملوح، وهو في ديوانه ص 207، والكامل 2/ 1038، وسر صناعة الإعراب 1/ 206، ودرة الغواص ص 251، والخزانة 11/ 464.
(¬2) الطمطمانية: أن يكون الكلام مشبهًا لكلام العجم. وقول عنترة ليس شاهدًا عليها، وإنما هو ذِكر للرجل الطمطماني. انظر الكامل 2/ 762، 767.
(¬3) الحول: التي لا بيض لها، ورواية الديوان ص 20: تأوي له قلص النعام كما أوت.
(¬4) الحزق: الجماعات، شبه اجتماعهن إلى الظليم [ذَكَر النعام] بقوم من أهل اليمن قد اجتمعوا إلى رجل من العجم لا يدرون ما يقول. شرح القصائد التسع المشهورات 2/ 483.
(¬5) هو أبو عمر حفص بن عمر الدوري.
(¬6) الشعر لابنه محمد في تاريخ بغداد 4/ 652، وذم الهوى 318.
(¬7) في تاريخه 16/ 602، وعنه في المنتظم 10/ 114، والترجمة ليست في (خ).
(¬8) في (ب): أبا الحسن، وهو خطأ.

الصفحة 385