كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
عليُّ بن موسى
ابنِ جعفر بن محمد بن عليِّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، وهو الرِّضا، ويلقَّب بالوليِّ والوفي، وأمُّه الخَيزُران (¬1) أمُّ ولد، وهو من الطبقة الثامنةِ (¬2) من أهل المدينة، وكان يفتي بمسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن نيّف وعشرين سنة.
وقد ذكرنا إشخاصَ المأمونِ له من المدينة [إلى مَرْو مع فرناس الخادم وابن أبي الضحاك، وأنه ولَّاه العَهْدَ [وشغب بني العباسِ ببغداد، وأنه] (¬3) سار معه من مروَ يريد العراق، فلمَّا وصل إلى طُوسَ مرض أيامًا، فتأخَر رحيلُ المأمون بسببه.
وقيل: لم يمرض، وإنّما دخل الحمَّام وخرج، فقُدِّم إليه طَبَقٌ فيه عِنَب مسمومٌ سمًّا لم يظهر فيه، فيقال: إنَّهم أدخلوا فيه الإبرَ المسمومة، فأكله فمات.
وقال جدِّي رحمه اللهُ تعالى في "المنتظَم" (¬4): لمَّا رأوا أن الخلافةَ قد خرجت إلى أولاد عليِّ بن أبي طالب، سقَوا عليَّ بن موسى الرِّضا السمّ، فتوفِّي بقريةٍ من قرى طوسَ يقال لها: سَنَاباذ في رمضان.
قال المصنِّف رحمه الله: وقد زعم قوم أن المأمونَ سمَّه، وليس كما ذكروا؛ فإنَّ المأمون حزن عليه لمَّا مات حُزْنًا لم يحزنْه على أحد، وكتب إلى الآفاق يعزُّونه فيه [ولو أنه سُمَّ مَن يوثق به؟ فإن الطبريَّ قال (¬5): مات فجأةً، أكل عِنَبًا فأكثر منه].
وكان على الرِّضا -كما سمِّي- رضًا، جوادًا، زاهدًا، عابدًا، مُعرِضًا عن الدنيا، ولولا خوفُه من المأمون ما أجاب إلى ولاية العهد.
وقيل لأبي نُواس: ألا تمدحه؟ فقال: [من الخفيف]
¬__________
(¬1) كذا قال رحمه الله تعالى، وفي السير 9/ 387 أن اسمها سكينة، وانظر الوافي 22/ 248، والمنتظم 10/ 119، وتهذيب الكمال، وتاريخ الإسلام 5/ 128.
(¬2) في (ب): وقد ذكره خليفة في الطبقة الثامنة. اهـ. ولم أقف عليه في طبقات خليفة، وذكره في تاريخه 471 في وفيات سنة (203 هـ).
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) 10/ 120، وفي (خ): وقال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله، والمثبت من (ب).
(¬5) في تاريخه 8/ 568. وما بين حاصرتين من (ب).