كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

أبو سليمان الدَّاراني
[واسمهُ] (¬1) عبدُ الرحمن [واختلفوا في اسم أبيه، والمشهورُ أنه عبدُ الرحمن] بنُ أحمدَ بنِ عطية [وقيل: عبدُ الرحمن بن عطية]، وقيل: عبدُ الرحمن بنُ عسكرٍ العَنْسي.
ويقال: أصلُه من واسط، وانتقل إلى الشام فنزل دارَيَّا، قرية غربيَّ دمشقَ معروفة.
وهو من الطبقة السادسة من أهل الشام، [وكان] كبيرَ الشأنِ في علوم الحقائقِ والورع، وأثنى عليه الأئمَّة [فقال أبو عبدِ الرحمن السُّلَمي: ] (¬2) كان له الكلامُ المتين والأحوالُ السَّنية والرِّياضاتُ والسِّياحات [وهو أستاذُ أحمدَ بن أبي الحواري.
وقال الخطيب (¬3): كان أبو سليمانَ أحدَ] عبادِ الله الصالحين (¬4) والزُّهَّاد والمتعبِّدين، ورد بغداد، فأقام بها مدَّة، ثم عاد إلى الشام، فأقام بداريَّا حتى توفِّي بها (¬5).
ذِكر طَرَفٍ من أخباره [وما لقي في سياحاته:
قال الخطيبُ (¬6) بإسناده إلى إسحاقَ بنِ إبراهيمَ بنِ أبي حسَّان الأنماطيِّ قال: حدَّثنا أحمدُ بن أبي الحَوَاري قال: سمعت أبا سليمانَ يقول: ] سمعتُ [أبا جعفر] المنصورَ (¬7) يبكي في خُطبته يومَ الجمعة، فغضبتُ، فقلت: أقوم فأَعظه بما أعرف من فعله، فتفكَّرت أن أقومَ إلى خليفةٍ فأعظَه والناسُ جلوسٌ يرمقوني بأبصارهم فيعرضَ لي تزيُّن (¬8)، فيأمرَ بي فأُقتلَ على غير تصحيح، فسكتُّ.
وقال: لولا الليلُ ما أحببتُ البقاءَ في الدنيا، واللهِ ما بقائي فيها لشَقِّ الأنهار وغرسِ
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب). ولم نقف على كلامه في طبقاته.
(¬3) في تاريخه 11/ 523، وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (خ): وهو من عباد الله الصالحين.
(¬5) بعدها في (خ): في هذه السنة، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة خمس وثلاثين، والأول أصح، وقبره ظاهر يزار. اهـ. وسيأتي مفصلًا من (ب) في آخر الترجمة. وقوله هنا: سنة خمسين، لم أجد من ذكره.
(¬6) في تاريخه 11/ 524، وينظر صفة الصفوة 4/ 223، وما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) في (خ): قال: سمعت المنصور، والمثبت من (ب).
(¬8) في تاريخ بغداد وصفة الصفوة: تزنن.

الصفحة 424