كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

الأشجار.
و[وروى أبو نُعيمٍ (¬1) عن أحمدَ بن أبي الحواريِّ قال] قال [أبو سليمان: ] كنتُ في ليلةٍ باردةٍ في المحراب، فخبأت إحدى يديَّ من البود، وبقيمت الأخرى ممدودة (¬2)، فغلبتني عيني، فهتف بي هاتف: قد وضعنا في هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى مكشوفةً لَوضعنا فيها ما أصاب هذه، فآليت ألا أُخبئَ يدي أبدًا.
و[روى أبو نُعيمٍ (¬3) أيضًا عن أحمدَ بنِ أبي الحَوَاري عن أبي سليمانَ] قال: نمتُ ليلةً عن ورِدي، فإذا بحوراءَ تنبِّهني وتقول: أتنام وأنا أُربَّى لك في الخدور منذ خمسِ مئةِ عام! [وقد رواه الإسماعيليُّ، وفيه: بينما أنا ساجدٌ وذهب بي النوم، وإذا بحوراءَ قد ركضتني وقالت: حبيبي، أترقد عيناك والمَلِكُ يقظانُ ينظر إلى المتهجِّدين! بؤسًا لعينٍ آثرتْ نومَة على مناجاةِ العزيز، قُمْ فقد دنا الفراغ، ولقي المحبُّون بعضَهم بعضًا. قال: فانتبهتُ وحلاوةُ منطِقها لَفي سمعي وقلبي (¬4).
وروى أبو نُعيمٍ عن] أحمدَ بنِ أبي الحواريِّ قال (¬5): قام أبو سليمانَ ليلةً إلى الوضوء، فأدخل يدَه في الإناء، وبقي على حاله حتى طلع الفجر، وخشيتُ أن تفوتَني الصلاة، فقلت: [رحمك اللهُ] ما هذا! الصلاةَ رحمك الله! فاسترجع وقال: يا أحمد، أدخلتُ يدي في الإِناء، فعارضني عارضٌ من سرِّي: هَبْ أنك غسلتَ بالماء ما ظهر، فبمَ تغسل قلبَك؟ فبقيت مفكِّرًا (¬6).
[وحكى أبو نُعيم (¬7) أيضًا عن] أحمدَ بن أبي الحواريِّ قال (¬8): حججتُ مع أبي سليمان، فلمَّا أراد أن يلبِّيَ غُشي عليه، فلمَّا أفاق قلت: ما هذا؟ ! قال: بلغني أنَّ
¬__________
(¬1) في الحلية 9/ 259، وينظر صفة الصفوة 4/ 226 وما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) وهذا أثناء الدعاء، كما في الحلية.
(¬3) في الحلية 9/ 259. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) ينظر صفة الصفوة 4/ 224 - 225.
(¬5) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري. ما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) ينظر صفة الصفوة 4/ 226 - 227.
(¬7) في الحلية 9/ 263 - 264، وينظر صفة الصفوة 4/ 228.
(¬8) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري.

الصفحة 425