كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)
بالغلام (¬1) فإنَّه صِدِّيق.
وقال: الزهَّاد بخُراسان، والفقهاءُ بالعراق، والأبدالُ بالشام.
[وقال: لما كلَّم اللهُ موسى، جاءه إبليسُ فوسوس له وقال: إنَّ الذي يكلِّمك شيطان، فأوحى اللهُ إليه: يا موسى، ارفع رأسَك، فرفع رأسَه، فإذا بالسماء قد كُشطت، والعرشِ قد برز، والملائكةِ قيامٌ في الهواء.
ذِكر وفاته:
اختلفوا -فيما ذكر الخطيبُ- على ثلاثة أقوال (¬2): أحدها في هذه السَّنة. والثاني: في سنة خمسَ عشرةَ (¬3) ومئتين، وذكره السلمي وابن خَميس في "المناقب" (¬4). والثالث: في سنة خمسٍ وثلاثين ومئتين (¬5). ثم قال الخطيب: والقول الأوَّل أصحّ، يعني سنةَ خمس ومئتين؛ لأنَّه قول أهلِ الشام، وهم أعرفُ بهذا من غيرهم.
وقال جدِّي في "المنتظم" (¬6): وقد قيل: إنَّه مات في سنة خمسَ عشرةَ ومئتين، ولا يصحُّ، والأصحُّ أنه في سنة خمسٍ ومئتين (¬7). ودُفن بداريا وقبرُه بها ظاهرٌ يزار.
وحكى الحافظُ ابن عساكرٍ (¬8) عن] أحمد بن أبي الحَوَاري قال (¬9): رأيت أبا سليمانَ في المنام بعد وفاته بسنة، فقلت: يا معلِّم الخير، ما فعل اللهُ بك؟ فقال: لي سنةٌ في
¬__________
(¬1) في (ب): احفظوا نبذ الغلام.
(¬2) القول الثالث لم يذكره الخطيب، انظر تاريخه 11/ 525 - 526.
(¬3) في (ب): خمس وثلاثين. ولعله سهو، وهو القول الثالث كما سيذكر. وانظر ما سلف أول الترجمة.
(¬4) طبقات الصوفية ص 57، ومناقب الأبرار 1/ 221 ..
(¬5) كذا في معجم البلدان 2/ 431، رقمًا لا كتابة، وفي تاريخ دمشق 9/ 842 عن أحمد بن أبي الحواري: مات أبو سليمان سنة خمس ومئتين وثلاثين (كذا)، ثم قال ابن عساكر: كذا قال، وقوله: وثلاثين، وهم، والله أعلم. اهـ. قلت: ويؤيد كونه وهمًا أن الخطيب أخرجه عن أحمد بن أبي الحواري ولم يذكر فيه: وثلاثين.
(¬6) 10/ 146.
(¬7) وقال ابن عساكر في تاريخه 9/ 841 - 842: بلغني عن محمد بن يوسف الهروي أن أبا سليمان مات سنة أربع ومئتين. وفي فوات الوفيات 2/ 266: مات سنة خمس وعشرين ومئتين. وهذا القولان لم يذكرهما المصنف.
(¬8) في تاريخه 9/ 842. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬9) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري.