كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 13)

كان عالمًا فاضلًا زاهدًا وَرِعًا عابدًا خائفًا.
[وذكره ابنُ سعد (¬1) فيمن كان بواسطَ من الفقهاء والمحدِّثين بعد الصحابة، وقال: ] وُلد سنةَ ثماني عشرةَ ومئة [وقال الخطيب: وُلد] سنةَ ستَّ عشرةَ [ومئة] (¬2)، وأصلُه من بُخارى، حدَّث ببغداد، وكان يُحْزَرُ مجلسُه تسعين ألفًا.
[وقال عليُّ بن المَديني: لم أرَ أحفظَ من يزيدَ بن هارون.
وروى الخطيبُ (¬3) عن] أحمدَ بنِ سنانَ قال (¬4): ما رأيتُ عالمًا قطُّ أحسنَ صلاةً من يزيدَ بن هارون، يقوم كأنَّه أسطوانة، وكان يصلِّي بين الظُّهر والعصرِ والمغرب والعشاءِ، لا يفتُر من الصلاة ليلًا ولا نهارًا.
وقال الخطيب (¬5): صلَّى يزيدُ الغداةَ بوضوء العَتَمة أربعين سنة. وقال له رجل: كم جزؤكَ من الليل؟ فقال: أَوَ أنام منه شيئًا؟ لا أنام اللهُ عيني.
[وروى الخطيبُ (¬6) عن] الحسنِ بن عَرَفةَ [العَبْديِّ قال: ] (¬7) رأيتُ يزيدَ بن هارونَ بواسطَ من أحسن الناسِ عينين، ثم رأيتُه بعد ذلك وقد ذهبت عيناه، فقلت: يا أبا خالد، ما فعلتْ تلك العينان الجميلتان؟ ! قال: ذهب بهما بكاءُ الأسحار.
وقال ابنُ المَديني: كان يزيدُ يقول: أحفظ ثلاثين ألفَ حديث. وفي رواية: خمسةً وعشرين ألفَ إسنادٍ، ولا فخر. وكان يصلِّي الضُّحى ستَّ عشرةَ ركعة.
[وروى بإسناده (¬8) إلى] يحيى بنِ أكثمَ قال (¬9): قال لي المأمون: لولا مكانُ يزيدَ بن
¬__________
(¬1) في طبقاته 9/ 316. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) ذكر في تاريخه 16/ 494، 504 قولين في ولادته: 118 و 117، "ما ذكره المصنف لم أجده في تاريخه. وفي (خ): وقيل: سنة ست عشرة، وتنظر ترجمته أيضًا في السير 9/ 358 وبقية مصادر ترجمته ثمَّة.
(¬3) في تاريخه 16/ 497. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (ج): وقال أحمد بن سنان.
(¬5) في تاريخه 16/ 498.
(¬6) في تاريخه 16/ 499. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) في (ج): وقال الحسن بن عرفة.
(¬8) تاريخ بغداد 16/ 499.
(¬9) في (ج): وقال يحيى بن أكثم.

الصفحة 441