كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6354 - حدثنا أبو داود الحَرَّاني (¬1)، قال: حدثنا أبو عتاب (¬2)، قال: حدثنا قرَّة بن خالد، عن حُمَيد بن هلال (¬3)، عن أبي بُرْدة (¬4)، عن أبي موسى قال: جاء أبو موسى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه رجلان من الأشعريين فكلاهما سأله العمل، فقال: "أنت ما تقول يا أبا موسى -أو يا عبد الله بن قيس-". قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّا لا نستعمل على عملنا من طلبه" -وكأنما (¬5) أنظر إلى السواك قد قَلَصَ شفته (¬6) وهو يستاك- "ولكن يا أبا موسى اذهب إلى اليمن أميرًا". ثمَّ بعث معاذ بن جبل، فقال: إني رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم (¬7)، فإذا هو برجل موثق، فألقيت لمعاذ وسادة، فقال: / (¬8) اجلس، [فـ]ـقال: ما هذا؟
-[29]- قال: كان يهوديًّا فأسلم ثمَّ رجع إلى دينه. فقال: ما أنا بجالس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله. قال ذلك ثلاثًا، فأمر به فقتل، فجلس، فتذاكرا الصلاة من الليل، فقال أحدهما: -ولا أعلمه إلا معاذا (¬9) - لكني أنا أنام وأقوم وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي (¬10).
رواه هشام بن حسان عن حميد بن هلال (¬11).
¬_________
(¬1) سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(¬2) -بمهملة ومثناة ثمَّ موحدة. كذا في "التقريب"- سهل بن حماد الدلال البصري.
(¬3) العدوي، أبو نصر البصري.
(¬4) ابن أبي موسى الأشعري. قيل اسمه عامر وقيل الحارث وقيل اسمه كنيته.
(¬5) في (ل): وكأني.
(¬6) لفظ مسلم: "وكأني أنظر إلى السواك تحت شفته قد قلصت". يقال: قَلَصَت شفته، أي: انْزَوَت. وقَلَصَ وقلَّص وتقلَّص كله بمعنى انْضَمَّ وانْزَوى [لسان العرب (11/ 280) مادة قلص].
(¬7) في (ل): إليك.
(¬8) (ل 5/ 85 /ب).
(¬9) في النسختين "معاذ" وأثبت موافقا للرسم الحديث.
(¬10) أخرجه مسلم من طريق قرة بن خالد به. [الإمارة / باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها/ ح 15 (3/ 1456). ولم يظهر لي وجه إخراج هذا الحديث في هذا الباب.
والحديث رواه البخاري أيضًا [استتابة المرتدين/ باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم /ح 6923 (12/ 280 - مع الفتح).
(¬11) لم أقف على من وصله.

الصفحة 28