كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6700 - حدثنا محمد بن يحيى (¬1)، قال: حدثنا
-[317]- أبو اليَمَان (¬2)، قال: حدثنا شعيب (¬3)، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هريرة قال: أتى رجل من أسلم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد، فناداه، فقال: يا رسول الله، إنَّ الأَخِرَ (¬4) زنى -يعني نفسه-، فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَتَنَحَّى لِشِقِ وجهه الذي أعرض قِبَله (¬5)، فقال: يا رسول الله، إن الأَخِرَ* قد* زنى، فأَعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم-، فتنحى بشق وجهه الذي أعرض من قِبِله، فقال: يا رسول الله، إن الأَخِرَ زنى. فأَعرض عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتنحى إلى (¬6) الرابعة. فلما شهد على نفسه أربع مرات دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "هل بك جنون"؟. فقال: لا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- / (¬7): "اذهبوا به فارجموه"، وكان قد أَحْصَنَ.
-[318]- قال الزهري: فأَخبرني من سمع جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "كنت فيمن رجمه، فرجمناه *بالمدينة* بالمصلى، فلما أَذْلَقَتْه الحجارة جَمَزَ (¬8) حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات" (¬9).
¬_________
(¬1) الذهلي.
(¬2) الحكم بن نافع البَهْراني -بفتح الموحدة [كذا في "التقريب" (1464)]- الحمصي.
(¬3) ابن أبي حمزة: دينار القرشي مولاهم. ووقع في (ل): شعبة. وهو خطأ.
(¬4) -بهمزة مقصورة وخاء مكسورة- ومعناه: الأرذل والأبعد والأدنى. قاله النووي في "شرح مسلم" [11/ 279].
(¬5) وجاء في رواية ذكرها ابن حجر في "الفتح" [12/ 125] "فتنحى لشق وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي أعرض قِبَله". قال ابن حجر: بكسر القاف وفتح الموحدة.
اهـ. وفي (ل): من قبله.
(¬6) عند البخاري: "فتنحى له".
(¬7) (ل 5/ 139 / أ).
(¬8) بجيم وميم مفتوحتين ثم زاي، أي: وَثَبَ مسرعًا. قاله ابن حجر في "الفتح" [12/ 127].
(¬9) أخرجه مسلم من طريق أبي اليمان به. [الموضع السابق] دون سياق متنه.
والحديث أخرجه البخاري أيضًا عن أَبي اليمان وساقه بلفظه. [الطلاق / باب الطلاق في الإغلاق. . . / ح 5271 - 5272 (9/ 301 - مع الفتح)].

الصفحة 316