كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6784 - حدثنا محمد بن كثير الحراني (¬1)، قال: حدثنا محمد بن وهب (¬2)، قال: حدثنا محمد بن سلمة (¬3)، عن أبي عبد الرحيم (¬4)، قال: حدثني زيد بن أبي أُنَيْسَة (¬5)، عن يزيد بن أبي حبيب (¬6)، عن بُكير بن عبد الله -بهذا الإسناد- مثله، إلّا أنه قال: "لا جلد فوق عشرة أسواط إلّا في حد من حدود الله" (¬7).
قال أَبو عوانة: هو أَبو بردة بن نِيَار عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. لم يَذكر أباه.
¬_________
(¬1) هو محمد بن يحيى بن محمد بن كثير.
(¬2) ابن عمر بن أبي كريمة.
(¬3) ابن عبد الله الباهلي.
(¬4) خالد بن أبي يزيد الحراني.
(¬5) الجزري الرُّهاوي.
(¬6) واسم أَبي حبيب: سويد الأزدي مولاهم، أَبو رجاء المصري.
(¬7) في الإسناد التالي من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب. أسقط جابرًا من الإسناد. وهذا ما حكاه الدارقطني في "التتبع" و"العلل" في حديث يزيد بن أبي حبيب، ولم يذكر خلافًا عنه.
6785 - حدثنا يزيد بن سِنَان (¬1)، قال: حدثنا بِشْر بن عمر (¬2)، قال: أخبرنا (¬3) الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بُكير بن عبد الله،
-[391]- سليمان بن يَسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبي بُردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثله (¬4).
ولم يذكر أباه.
¬_________
(¬1) ابن يزيد بن ذيال البصري.
(¬2) ابن الحكم الزهراني.
(¬3) في (ل): حدثنا.
(¬4) أخرجه البخاري من طريق الليث به. [الموضع الأول / ح 6848 (12/ 182 - مع الفتح)].
وأخرج البخاري الحديث من وجه آخر عن عبد الرحمن بن جابر عمن سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-[ح 8649].
وقد حصر الحافظ ابن حجر في "الفتح" [12/ 184] الخلاف في إسناد هذا الحديث في أمرين:
أحدهما: هل بين عبد الرحمن وأبي بردة واسطة -وهو جابر- أَوْ لا.
والآخر: هل الصحابي مبهم أو مسمَّى.
ورجح ألَّا واسطة بين عبد الرحمن وجابر. وأن الصحابي مسمى، وهو أَبو بردة بن نِيَار، وهذا ما يرجحه أَبو عوانة، حيث قال: هو أَبو بردة بن نيار عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر أباه. ثم أسند رواية الليث التي تؤيد ذلك.
وأما الحافظان أَبو حاتم الرازي [علل ابنه (1/ 451)] والدارقطني [في "التتبع" (327)] فرجحا حديث عمرو بن الحارث -الذي لم يخرج مسلم غيره- وفيه ذكر جابر، ورجح الدارقطني في "العلل" [6/ 24] حديث الليث.
قال الحافظ ابن حجر: ولم يقدح هذا الاختلاف على الشيخين في صحة الحديث؛ فإنه كيفما دار يدور على ثقة، ويحتمل أنَّ عبد الرحمن سمع أبا بردة لما حدَّث أباه وثبته فيه أبوه، فحدث به تارة بواسطة أبيه وتارة بغير واسطة.

الصفحة 390