كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6811 - ز- حدثنا أَبو الأزهر (¬1) ومحمد بن إسحاق بن شَبُّوْيَه المكي والجرجاني (¬2)، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن هَمَّام بن مُنَبِّه، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "النار جبار" (¬3).
-[410]- كان يقال غلط فيه عبد الرزاق (¬4)، إنما هو "البئر جبار"، فجعله "النار". ثم وافقه عليه عبد الملك *عن معمر* (¬5).
¬_________
(¬1) أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي.
(¬2) هو الحسن بن أبي الربيع. المتقدم في الحديث السابق.
(¬3) أخرجه أَبو داود [الديات / باب النار تعدى / ح 4594 (4/ 716)] عن محمد بن المتوكل، وابن ماجه [الديات / باب الجبار / ح 2676 (2/ 892)] عن أبي الأزهر، =
-[410]- = والنسائي في "الكبرى" [(كتاب العارية) على ما في "تحفة الأشراف" (10 /ح 14699)] عن أحمد بن سعيد، والدارقطني في "السنن" [الحدود والديات /ح 210 (3/ 152)] من طريق زهير بن محمد وأحمد بن منصور الرمادي، والسهمي في "تاريخ جرجان" [ص / 378 - 379] من طريق محمد بن عبيد الله الماسوراباذي ستتهم عن عبد الرزاق به. وعند ابن ماجه والنسائي زيادة "والبئر جبار". وهو مختصر من الحديث الذي قبله.
(¬4) في (ل): عبد الرزاق غلط فيه.
(¬5) وقال الدارقطني عقب روايته للحديث من طريق الرمادي: "قال الرمادي: قال عبد الرزاق: قال معمر: لا أُراه إلَّا وهْمًا" أهـ. وسنده صحيح. ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" [7/ 26] عن ابن معين أنه قال: أصله "البئر جبار" ولكنه صحفه معمر. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" [12/ 267]: "ويؤيد ما قال ابن معين اتفاق الحفاظ من أصحاب أبي هريرة على ذكر البئر دون النار، وقد ذكر مسلم أن علامة المنكر في حديث المحدث أن يعمد إلى مشهور بكثرة الحديث والأصحاب فيأتي عنه بما ليس عندهم، وهذا من ذاك. ويؤيده أيضًا أنه وقع عند "أحمد" من حديث جابر [يأتي برقم / 6819] بلفظ "الجُبُّ جبار" -بجيم مضمومة وموحدة ثقيلة- وهو البئر" اهـ. فإذا تقرر أن الوهم واقع من قَبْل عبد الرزاق فإن متابعة عبد الملك الصنعاني له [تأتي برقم / 6812] لا تقوي الحديث برفع تهمة التصحيف عن عبد الرزاق. والله أعلم.
ونقل البيهقي في "السنن الكبرى" [8/ 344] بسنده إلى حنبل بن إسحاق قال: =
-[411]- = سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث أبي هريرة: حديث عبد الرزاق يحدث به "النار جبار" ليس بشيء، لم يكن في الكتب، باطل ليس بصحيح. اهـ.
ونقل البيهقي -أيضًا- عن الإمام أحمد ما يبين منشأ التصحيف. بسنده إلى ابن هانئ قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أهل اليمن يكتبون النار النير، ويكتبون البير. يعني فهو تصحيف. [السنن الكبرى (8/ 345)].

الصفحة 409