كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6366 - حدثني محمَّد بن علي المَرْوَزي (¬1)، قال: حدثنا مُطَهَّر بن الحكم (¬2)، قال: حدثنا علي بن الحسين (¬3)، عن أبيه (¬4)، عن مطر، عن زهدم قال: دخلت على أبي موسى الأشعري وهو يأكل لحم الدَجاج، فقال: هَلُمَّ فَكُلْ (¬5) -وذكر الحديث قال: فقال:
-[42]- تعال فكل، فإني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل من لحومهن -وذكر الحديث. قال: - فقال أبو موسى: فقلت يا رسول الله إنك حلفت أن لا تحملنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني إذا حلفت على يمين فرأيت الذي هو خير، كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير".
¬_________
(¬1) أبو عبد الله. وصفه الذهبي بالحافظ المجود. مات سنة ستٍّ وثلاث مئة.
[السير (14/ 311)].
(¬2) أبو عبد الله البيع الأَنْقُلْقَاني -بفتح الألف وسكون النون واللام بين القافين المضمومة والمفتوحة، وفي آخرها النون -ومُطَهَّر -بفتح الطاء المهملة وفتح الهاء- قال السمعاني: كان من أهل القرآن والعلم راويًا لتفسير مقاتل، ولكتب علي بن الحسين بن واقد. اهـ. روى عنه الإمام مسلم وأبو داود وابنه أبو بكر [الإكمال - لابن ماكولا (7/ 262). الأنساب -للسمعاني (1/ 222)].
(¬3) ابن واقد القرشي مولاهم المروزي. قال النسائيُّ: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "تهذيب الكمال (20/ 406)]. وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق يهم. مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
(¬4) الحسين بن واقد المروزي، أبو عبد الله القاضي.
(¬5) تقدم في حديث أيوب عن أبي قلابة عن زهدم [ح 6359] كنا عند أبي موسى فقرب إليه لحم دجاج وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه إلى الطعام. . . الحديث. وظاهره المغايرة بين زهدم والرجل الذي دُعي إلى الطعام. قال =
-[42]- = الحافظ ابن حجر في "الفتح" [9/ 563]: يجوز أن يكون مراد زهدم بقوله "كنا" قومه الذين دخلوا قبله على أبي موسى. . . كقول ثابت البناني "خطبنا عمران بن حصين" أي خطب أهل البصرة، ولم يدرك ثابت خطبة عمران المذكورة. فيحتمل أن يكون زهدم دخل فجرى له ما ذكر، وغاية ما فيه أنَّه أبهم نفسه، ولا عجيب فيه، والله أعلم. انتهى كلامه. وقد ذكر قبله عدة طرق -منها طريق أبي عوانة- صرح زهدم فيها بأنّه صاحب القصة. ثمَّ قال: وهو المعتمد. ولا يعكر عليه إلا ما وقع في الصحيحين مما ظاهره المغايرة بين زهدم والممتنع من أكل الدجاج. أهـ. ثمَّ ذكر ما قدمت من توجيهه لكلام زهدم. وفي هذه الرواية من فوائد الاستخراج تعيين المبهم في المتن.

الصفحة 41