كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 13)

6390 - حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأبو البَخْتَري عبد الله بن محمَّد بن شاكر، قالا: حدثنا أبو أُسامة (¬1)، عن بُريد (¬2)، عن أبي بُرْدة (¬3)، عن أبي موسى قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسأله لهم الحُمْلان (¬4)، وهم معه في غزوة في جيش العسرة -وهي
-[61]- غزوة تبوك -فقلت: يا رسول الله (¬5) إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم. قال: "لا والله لا أحملكم على شيء". ووافقته وهو غضبان ولا أشعر. فرجعت حزينًا من منْع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن مخافة أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد وجد في نفسه عليَّ. فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم *بـ*ـالذي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ألبث إلَّا سويعة / (¬6) إذ سمعت بلالًا ينادي: أين عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فقال: أجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوك. فلما أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خذ هذين القرينين، وهذين القرينين (¬7) -لستة أبعرة ابتاعهن حينئذٍ من سعدٍ- "فانطلق بهم (¬8) إلى أصحابك، فقل (¬9) إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحملكم على
-[62]- هؤلاء فاركبوهن".
قال أبو موسى: فانطلقت إلى أصحابي بهن. فقلت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحملكم على هؤلاء، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سألته لكم، ومنعَه في أول مرة (¬10) وإعطاءَه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أنّي حدثتكم شيئًا لم يقله. فقالوا: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت. فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-منْعَه إياهم ثمَّ إعطاءَهم بَعْدُ- فحدثوهم بما حدثهم أبو موسى سواء (¬11).
¬_________
(¬1) حماد بن أُسامة.
(¬2) -تصغير بُرد- ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أبو بردة الكوفي.
(¬3) ابن أبي موسى الأشعري.
(¬4) الحملان: مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلانًا. وذلك أنهم أرسلوه يطلب منه شيئًا يركبون عليه. =
-[61]- = النهاية. مادة "حمل" (1/ 443)].
(¬5) في (ل): يا نبي الله.
(¬6) (ل 5/ 91 /ب).
(¬7) كذا عند "أبي عوانة"، وعند "مسلم" كررها ثلاث مرات، وعند "البخاري" -وهو من طريق أبي أسامة أيضًا- ذكرها مرة واحدة. قال ابن حجر: فيحتمل أن يكون اختصارًا من الرواي. [فتح الباري (7/ 715)].
والمعنى: خذ هذين الجملين المشدودين أحدهما إلى الآخر. [النهاية. مادة "قرن" (4/ 53)]. وجاءت الكلمة في الموضعين في "الأصل" (القرينتين) والتصويب من (ل).
(¬8) في (ل): بهن.
(¬9) وقع في الأصل "فقال". والتصويب من (ل): -وجاء في هامش الأصل- بعد أن =
-[62]- = وضع على الكلمة علامة في المتن- "فقل".
(¬10) في (ل): أمره.
(¬11) أخرجه مسلم من طريق أبي أسامة به. [الأيمان /باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه. ح 8 (3/ 1269)].
والحديث أخرجه البخاري أيضًا [المغازي / باب عزوة تبوك وهي غزوة العسرة / ح 4415 (7/ 713)].

الصفحة 60