كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)
109- قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.
11240- أَخبَرنا إِسحَاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ، أَخبَرنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَن أَبي صَالِحٍ، عَن أَبي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ، وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا، أَتَلُومُنِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
110- قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}.
11241- أَخبَرنا يَحيَى بنُ حَبِيبِ بنِ عَرَبِيٍّ، عَن حَمَّادٍ، حَدثنا مَعْبَدُ بنُ هِلالٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُو يُصَلِّي الضُّحَى، فَانْتَظَرْنَا حَتَّى فَرَغَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَأَجْلَسَ ثَابِتًا عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ إِخْوَانَنَا يَسْأَلُونَكَ عَن حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فِي الشَّفَاعَةِ، قَالَ أَنَسٌ: حَدثنا مُحَمدٌ صَلى الله عَليه وسَلم: إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَيُؤْتَى آدَمُ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا آدَمُ اشْفَعْ لِذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبرَاهِيمَ، فَهُوَ خَلِيلُ الرَّحمَنِ، فَيُؤْتَى إِبرَاهِيمُ، فَيَقُولُ: يَعْنِي: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى، فَهُوَ كَلِيمُ اللهِ، فَيُؤْتَى مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى، فَهُوَ رَوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيُؤْتَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمدٍ صَلى الله عَليه وسَلم، فَأُوتَى، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤَذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ لا أَقْدِرُ عَلَيْهَا الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، قُلْ تُسْمَعْ، سَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: انْطَلِقْ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ، إِمَّا قَالَ: مِثْقَالُ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا، فَأَنْطَلِقُ، فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَحْمَدُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: انْطَلِقْ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا، فَأَنْطَلِقُ، فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: انْطَلِقْ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فَأَنْطَلِقُ ... حَدِيثُ أَنَسٍ إِلَى مُنْتَهَاهُ (1).
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «مبداه» والمثبت عن طبعة الرسالة (11066).
الصفحة 108