كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)

9- قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}.
11102- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ المُثَنَّى، حَدثنا خَالِدٌ، يَعْنِي ابنَ الحَارِثِ، عَن حُمَيْدٍ، عَن أَنَسٍ، إِنَّ شَاءَ اللهُ قَالَ: جَاءَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم مَقْدَمَهُ إِلَى المَدِينَةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَن ثَلاثٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَأَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ، وَالوَلَدُ يَنْزِعُ إِلَى أَبيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ فَقَالَ: أَخبَرني بِهِنَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ آنِفًا، قَالَ عَبدُ اللهِ: ذَلِكَ رَذْلَةٌ عَدُوٌّ لِلْيَهُودِ مِنَ المَلائِكَةِ، قَالَ: أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ، فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الوَلَدُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ نَزَعَتْ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنْ عَلِمُوا بِإِسلامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ اليَهُودُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ؟ قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ؟ قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمدًا رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَانْتَقَصُوهُ، قَالَ: هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ.

الصفحة 16