كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)

18- قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ}.
11118- أَخبَرنا أَبو بَكْرِ بنِ نَافِعٍ، حَدثنا بَهْزٌ (1)، حَدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنا ثَابِتٌ، عَن أَنَسٍ، أَنَّ النَّبيَّ صَلى الله عَليه وسَلم وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَنَادَاهُمْ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الفَجْرِ: أَلا إِنَّ القِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الكَعْبَةِ، فَمَالُوا رُكُوعًا.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعة الرسالة, وفي طبعة دار التأصيل: «يحيى», وقال محققها: كذا في (د) ووقع في التحفة (314) "بهز", وكذا رواه ابن عبد البر في التمهيد 17/ 51, من طريق حمزة الكناني عن النسائي, به, وفيه: «حدثنا بهز", ورواه ابن خزيمة (430) من طريق محمد بن أبي صفوان, عن بهز بن أسد, به.
19- قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ}.
11119- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ سَلَمَةَ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنِ ابنِ القَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثني مَالِكٌ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَن أَبيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فَمَا أَرَى عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِهِمَا؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: كَلاَّ، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ, كَانَتْ: لا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا يُهِلُّونَ بِمَنَاةَ (1)، وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلامُ، سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم عَن ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحُ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرسالة: «لمناة».

الصفحة 27