كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)

11173- أَخبَرنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ، أَخبَرنا عَبدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سُمَيْعٍ، حَدثنا مُسْلِمٌ البَطِينُ، وَعَبدُ المَلِكِ بنُ أَعْيَنَ، عَن أَبي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ، فَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ.
58 - قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}.
11174 - أَخبَرنا أَبو دَاوُدَ سُلَيمَانُ بنُ سَيْفٍ، حَدثنا يَعقُوبُ بنُ إِبرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ، حَدثنا أَبي، عَن صَالِحٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، أَخبرنِي عُبَيدُ اللهِ بنُ عَبدِ اللهِ، أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخبَرني أَبو سُفيانَ بنُ حَرْبٍ، أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ, قَدِمُوا تُجَّارًا فِي المُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبو سُفيانَ: فَوَجَدْنَا رَسُولَ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ، فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ، وَعَلَيْهِ التَّاجُ، وَحَوْلَهُ عُلَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، قَالَ أَبو سُفيانَ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا، فَقَالَ: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ فَقُلْتُ: هُوَ ابنُ عَمِّي، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبدِ مَنَافٍ غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ مِنِّي، ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: قُلْ لأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَن هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ، فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبو سُفيانَ: وَاللهِ لَوْلا الحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَأْثُرَ عَلَيَّ أَصْحَابِيَ الكَذِبَ لَحَدَّثْتُهُ عَنهُ حِينَ سَأَلَنِي، وَلَكِنِ اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا عَلَيَّ الكَذِبَ، فَصَدَقْتُهُ عَنهُ, ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَقَالَ: هَلْ قَالَ هَذَا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَنْ مَلِكٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ,

الصفحة 59