كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)

59- قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}.
11175- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ بَزِيعٍ، حَدثنا يَزِيدُ، وَهُوَ ابنُ زُرَيْعٍ، حَدثنا دَاوُدُ، عَن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْلَمَ، ثُمَّ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِالشِّرْكِ، ثُمَّ نَدِمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ؛ سَلُوا (1) رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَجَاءَ قَوْمُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فَقَالُوا: إِنَّ فُلانًا قَدْ نَدِمَ، وَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ: هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَنَزَلَتْ: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إِلَى: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَسْلَمَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرسالة: «سلوا لي».
60- قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}.
11176- أَخبَرني هَارُونُ بنُ عَبدِ اللهِ، حَدثنا مَعْنٌ، حَدثنا مَالِكٌ، عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أَبي طَلحَةَ، عَن أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلحَةَ كَانَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ مَالاً بِالمَدِينَةِ بِالنَّخْلِ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَاءُ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم يَدْخُلُهَا, فَيَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبو طَلحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: بَخٍ, ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهُ فِي الأَقْرَبِينَ، قَالَ أَبو طَلحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَمَهَا أَبو طَلحَةَ بَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.

الصفحة 64