كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 13)

فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِئَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَسَبْعِينَ قَتِيلاً، فَقَالَ أَبو سُفيانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمدٌ؟ أَفِي القَوْمِ مُحَمدٌ؟ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبي قُحَافَةَ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاءِ، فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ، إِنَّ الَّذِي عَدَدْتَ لأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوؤُكَ، فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحُرُوبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا، وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَلا تُجِيبُوهُ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُ أَعَلَى وَأَجَلَّ، قَالَ: إِنَّ لَنَا عُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَلا تُجِيبُوهُ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ.

الصفحة 73