كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

قَالَ : فَتَكَلَّمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنَّا أَذِلَّةً يَطَؤنَا النَّاسُ وَلاَ نَطؤهُمْ , وَنَأْكُلُ الْكِلاَبَ وَالْجِيفَةَ ، وإِنَّ اللَّهَ ابْتَعَثَ مِنَّا نَبِيًّا ، فِي شَرَفٍ مِنَّا , أَوْسَطَنَا حَسَبًا ، وَأَصْدَقَنَا حَدِيثًا ، قَالَ : فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَا بَعَثَهُ بِهِ , فَأَخْبَرَنَا بِأَشْيَاءَ وَجَدْنَاهَا كَمَا قَالَ ، وَإِنَّهُ وَعَدَنَا فِيمَا وَعَدَنَا أَنَا سَنَمْلِكُ مَا هَاهُنَا وَنَغْلِبُ عَلَيْهِ , وَإِنِّي أَرَى هَاهُنَا بَزَّةً وَهَيْئَةً ، مَا أَرَى مَنْ خَلْفِي بِتَارِكِيهَا حَتَّى يُصِيبُوهَا . قَالَ : ثُمَّ قَالَتْ لِي نَفْسِي : لَوْ جَمَعْتَ جَرَامِيزَك فَوَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مَعَ الْعِلْجِ عَلَى سَرِيرِهِ حَتَّى يَتَطَيَّرَ ، قَالَ : فَوَثَبْتُ وَثْبَةً , فَإِذَا أَنَا مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , فَجَعَلُوا يَطَؤونِي بِأَرْجُلِهِمْ وَيَجُرُّونِي بِأَيْدِيهِمْ ، فَقُلْتُ : إِنَّا لاَ نَفْعَلُ هَذَا بِرُسُلِكُمْ , فَإِنْ كُنْتُ عَجَزْتُ ، أَوْ اسْتَحْمَقْتُ فَلاَ تُؤَاخِذُونِي , فَإِنَّ الرُّسُلَ لاَ يُفْعَلُ بِهِمْ هَذَا.
فَقَالَ الْمَلِكُ : إِنْ شِئْتُمْ قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ قَطَعْتُمْ إِلَيْنَا ، فَقُلْتُ : لاَ ، بَلْ نَحْنُ نَقْطَعُ إِلَيْكُمْ ، قَالَ : فَقَطَعْنَا إِلَيْهِمْ فَتَسَلْسَلُوا كُلَّ خَمْسَةٍ ، وَسَبْعَةٍ ، وَسِتَّةٍ ، وَعَشَرَةٍ فِي سِلْسِلَةٍ ، حَتَّى لاَ يَفِرُّوا , فَعَبَرْنَا إِلَيْهِمْ فَصَافَفْنَاهُمْ ، فَرَشَقُونَا ، حَتَّى أَسْرَعُوا فِينَا ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ لِلنُّعْمَانِ : إِنَّهُ قَدْ أَسْرَعَ فِي النَّاسِ ، قَدْ خَرَجُوا ، قَدْ أَسْرَعَ فِيهِمْ , فَلَوْ حَمَلْتَ ؟ قَالَ النُّعْمَانُ : إِنَّك لَذُو مَنَاقِبَ ، وَقَدْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَكِنْ شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

الصفحة 10