كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

حَتَّى أَتَى أَبَا مُوسَى ، فَقَالَ : مَا تَجْعَلُ لِي إِنْ دَلَلْتُكَ عَلَى الْمَدْخَلِ ؟ قَالَ : سَلْنِي مَا شِئْتَ ، قَالَ : أَسْأَلُك أَنْ تَحْقِنَ دَمِي وَدِمَاءَ أَهْلِ بَيْتِي ، وَتُخْلِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَا فِي أَيْدِينَا مِنْ أَمْوَالِنَا وَمَسَاكِنِنَا ، قَالَ : فَذَاكَ لَكَ ، قَالَ : ابْغِنِي إِنْسَانًا سَابِحًا ذَا عَقْلٍ وَلُبٍّ يَأْتِيك بِأَمْرٍ بَيِّنٍ.
قَالَ : فَأَرْسَلَ أَبُو مُوسَى إِلَى مَجْزَأَةَ بْنِ ثَوْرٍ السَّدُوسِيِّ ، فَقَالَ لَهُ : ابْغِنِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكَ سَابِحًا ذَا عَقْلٍ وَلُبٍ , وَلَيْسَ بِذَاكَ فِي خَطَرِهِ , فَإِنْ أُصِيبَ كَانَ مُصَابُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ يَسِيرًا , وَإِنْ سَلَّمَ جَاءَنَا بِثَبْتٍ , فَإِنِّي لاَ أَدْرِي مَا جَاءَ بِهِ هَذَا الدِّهْقَانُ ، وَلاَ آمَنَ لَهُ وَلاَ أَثِقُ بِهِ.
قَالَ : فَقَالَ : مَجْزَأَةُ : قَدْ وَجَدْتُ ، قَالَ : مَنْ هُوَ ؟ فَأْتِ بِهِ ، قَالَ : أَنَا هُوَ ، قَالَ أَبُو مُوسَى : يَرْحَمُك اللَّهُ , مَا هَذَا أَرَدْتُ ، فَابْغِنِي رَجُلاً ، قَالَ : فَقَالَ : مَجْزَأَةُ بْنُ ثَوْرٍ : وَاللهِ لاَ أَعْمِدُ إِلَى عَجُوزٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَفْدِي ابْنَ أُمَّ مَجْزَأَةَ بِابْنِهَا ، قَالَ : أَمَا إِذْ أَبَيْتَ فَتَيَسَّر.
فَلَبِسَ ثِيَابَ بِياضٍ ، وَأَخَذَ مِنْدِيلاً ، وَأَخَذَ مَعَهُ خِنْجَرًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الدِّهْقَانِ حَتَّى سَبَحَ , فَأَجَازَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَدْخَلَهُ مِنْ مَدْخَلِ الْمَاءِ ، حَيْثُ يُدْخَلُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَأَدْخَلَهُ فِي

الصفحة 20