كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

بْنُ أَبِي بَكْرَةَ : وَلَيْسَ لَهُمْ هُمْ غَيْرُهُ ، يُشِيرُ إِلَى الْمَوْتِ , لأََنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ ، وَالْمَائِدَةُ مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : فَكَأَنَّهُ اسْتَحَيَى أَنْ لاَ يَتَنَاوَلَ مِنَ الْمَائِدَةِ شَيْئًا ، قَالَ : فَتَنَاوَلَ حَبَّةً مِنْ عِنَبٍ فَلاَكَهَا , فَمَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يُسِيغَهَا ، فَأَخَذَهَا رُوَيْدًا ، فَنَبَذَهَا تَحْتَ الْخِوَانِ , وَوَدَّعَهُ أَبُو مُوسَى وَأَوْصَاهُ ، فَقَالَ مَجْزَأَةُ لأَبِي مُوسَى : إِنِّي أَسْأَلُك شَيْئًا فَأَعْطِنِيهِ ، قَالَ : لاَ تَسْأَلنِي شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَيْتُكَهُ ، قَالَ : فَأَعْطِنِي سَيْفَك أَتَقَلَّدُهُ إِلَى سَيْفِي , فَدَعَا لَهُ بِسَيْفِهِ ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ.
فَذَهَبَ إلَى الْقَوْمِ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى كَانَ فِي وَسَطٍ مِنْهُمْ ، فَكَبَّرَ وَوَقَعَ فِي الْمَاءِ ، وَوَقَعَ الْقَوْمُ جَمِيعًا ، قَالَ : يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَبِي بَكْرَةَ : كَأَنَّهُمَ الْبَطُّ فَسَبَحُوا حَتَّى جَازُوا ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمَا إلَى النُّقْبِ الَّذِي يَدْخُلُ الْمَاءُ مِنْهُ فَكَبَّرَ ، ثُمَّ دَخَلَ ، فَلَمَّا أَفْضَى إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَظَرَ لَمْ يَتِمّ مَعَهُ ، إِلاَّ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ ، أَوْ سِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ رَجُلاً ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : أَلاَ أَعُودُ إِلَيْهِمْ فَأُدْخِلَهُمْ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، يُقَالَ لَهُ : الْجَبَانُ لِشَجَاعَتِهِ : غَيْرُك فَلْيَقُلْ هَذَا يَا مَجْزَأَةُ , إِنَّمَا عَلَيْك نَفْسُك ، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ : أَصَبْتَ , فَمَضَى بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِلَى الْبَابِ فَوَضَعَهُمْ عَلَيْهِ ، وَمَضَى بِطَائِفَةٍ إِلَى السَّورِ , وَمَضَى بِمَنْ بَقِيَ حَتَّى صَعِدَ إِلَى السَّورِ , فَانْحَدَرَ عَلَيْهِ عِلْجٌ مِنَ الأَسَاوِرَةِ وَمَعَهُ نَيزك ، فَطَعَنَ مَجْزَأَةَ

الصفحة 22