كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

فَأَثْبَتَهُ ، فَقَالَ لهم مَجْزَأَةُ : امْضُوا لأَمْرِكُمْ , لاَ يَشْغَلَنَّكُمْ عَنِّي شَيْءٌ , فَأَلْقَوْا عَلَيْهِ بَرْدُعَةً ، لِيَعْرِفُوا مَكَانَهُ وَمَضَوْا , وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى السَّورِ وَعِنْدَ بَابِ الْمَدِينَةِ ، وَفَتَحُوا الْبَابَ وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى عَادَتِهِمْ حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ ، قَالَ : قِيلَ لَلْهُرْمُزَانِ : هَذَهِ الْعَرَبُ قَدْ دَخَلُوا ، قَالَ : لاَ شَكَّ أَنَّهُمَا قَدْ دَحَسُوهَا عَلَيْهِمْ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ دَخَلُوا ؟ أَمِنَ السَّمَاءِ ، قَالَ : وَتَحَصَّنَ فِي قَصَبَةٍ لَهُ. وَأَقْبَلَ أَبُو مُوسَى يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ عَرَبِيٍّ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : لَكِنْ نَحْنُ يَا أَبَا حَمْزَةَ لَمْ نَصْنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا , وَقَدْ فَرَغُوا مِنَ الْقَوْمِ ، قَتَلُوا مَنْ قَتَلُوا , وَأَسَرُوا مَنْ أَسَرُوا , وَأَطَافُوا بِالْهُرْمُزَانِ بِقَصَبَتِهِ ، فَلَمْ يَخْلُصُوا إِلَيْهِ حَتَّى أَمَّنُوهُ ، وَنَزَلَ عَلَى حُكْمِ عُمرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فَبَعَثَ بِهِمْ أَبُو مُوسَى مَعَ أَنَسٍ بِالْهُرْمُزَانَ وَأَصْحَابَهُ , فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَسٌ : مَا تَرَى فِي هَؤُلاَءِ ؟ أَدْخِلْهُمْ عُرَاةً مُكَتَّفِينَ ، أَوْ آمُرُهُمْ فَيَأْخُذُونَ حُلِيَّهُمْ وَبِزّتِهِمْ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ , لَوْ أَدْخَلْتَهُمْ كَمَا تَقُولُ عُرَاةً مُكَتَّفِينَ ، لَمْ يَزِيدُوا عَلَى أَنْ يَكُونُوا أَعْلاَجًا , وَلَكِنْ

الصفحة 23