كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

34506- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ : قَالَ : حَاصَرْنَا تُسْتَرَ فَنَزَلَ الْهُرْمُزَانُ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ , فَبَعَثَ بِهِ أَبُو مُوسَى مَعِي ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ سَكَتَ الْهُرْمُزَانِ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : تَكَلَّمَ ، فَقَالَ : أَكَلاَمُ حَيٍّ أَمْ كَلاَمُ مَيِّتٍ ؟ قَالَ : تَكَلَّمَ فَلاَ بَأْسَ ، قَالَ : إِنَّا وَإِيَّاكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ مَا خَلَّى اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ , فَإِنَّا كُنَّا نَقْتُلُكُمْ وَنُقْصِيكُمْ , وَأَمَّا إِذْ كَانَ اللَّهُ مَعَكُمْ لَمْ يَكُنْ لَنَا بِكُمْ يَدَانِ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا تَقُولُ يَا أَنَسُ ؟ قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , تَرَكْتُ خَلْفِي شَوْكَةً شَدِيدَةً وَعَدَدًا كَثِيرًا , إِنْ قَتَلْتَهُ أَيِسَ الْقَوْمُ مِنَ الْحَيَاةِ ، وَكَانَ أَشَدُّ لِشَوْكَتِهِمْ , وَإِنِ اسْتَحْيَيْتَهُ طَمِعَ الْقَوْمُ.
فَقَالَ : يَا أَنَسُ اسْتَحْيِي قَاتِلَ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ وَمَجْزَأَةَ بْنِ ثَوْرٍ ، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَبْسُطَ عَلَيْهِ قُلْتُ : لَيْسَ إِلَى قَتْلِهِ سَبِيلٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : لِمَ ؟ أَعْطَاك ؟ أَصَبْتَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : مَا فَعَلْتُ ، وَلَكِنَّك قُلْتَ لَهُ : تَكَلَّمَ فَلاَ بَأْسَ ، قَالَ : لَتَجِيئَنَّي بِمَنْ يَشْهَدُ ، أَوْ لأََبْدَأَنَّ بِعُقُوبَتِكَ ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ قَدْ حَفِظَ مَا حَفِظْتُ , فَشَهِدَ عِنْدَهُ فَتَرَكَهُ ، وَأَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ وَفَرَضَ لَهُ.
34507- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعبَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّهُ غَزَا مَعَ أَبِي مُوسَى حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ قَدِمُوا تُسْتَرَ ، رُمِيَ الأَشْعَرِيُّ فَصُرِعَ , فَقُمْتُ مِنْ وَرَائِهِ بِالْتِّرسِ حَتَّى أَفَاقَ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوْقَدَ فِي بَابِ تُسْتَرَ نَارًا ، قَالَ : فَلَمَّا فَتَحْنَاهَا وَأَخَذْنَا السَّبْيَ ، قَالَ أَبُو مُوسَى : اخْتَرْ مِنَ الْجُنْدِ عَشَرَةَ رَهْطٍ لِيَكُونُوا مَعَك عَلَى هَذَا السَّبْيِ ، حَتَّى نَأْتِيَك ، ثُمَّ مَضَى وَرَاءَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ ، حَتَّى فَتَحُوا مَا فَتَحُوا مِنَ الأَرْضَينِ ، ثُمَّ رَجَعُوا عَلَيْهِ , فَقَسَّمَ أَبُو مُوسَى بَيْنَهُمَ الْغَنَائِمَ ، فَكَانَ يَجْعَلُ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا , وَكَانَ لاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ وَلَدِهَا عِنْدَ الْبَيْعِ.

الصفحة 25