كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 13)

ضَِبْنهِ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ لَوْلاَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَ لَوْلاَ النَّارُ ، فَقَالَ : مَالِكَ ؟ فَقَالَ : كُنْتُ رَجُلاً ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى الْعَدُوِّ , فَغَنِمْنَا مَغْنَمًا , وَأَخْبَرَهُ بِالأَمْرِ ، وَقَالَ : حَلَقَ رَأْسِي وَجَلَدَنِي عِشْرِينَ سَوْطًا ، يَرَى أَنَّهُ لاَ يُقْتَصَّ مِنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : لأَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ صَرَامَةِ هَذَا ، أَحَبَّ مِنْ جَمِيعِ مَا أُفِيء عَلَيْنَا ، قَالَ : فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى : سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ، أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا , وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْك إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ فِي مَلأ مِنَ النَّاسِ ، لَمَا جَلَسْتَ فِي مَلأ مِنْهُمْ ، فَاقتصّ مِنْك , وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ فِي خَلاَءٍ ، فَاقْعُدْ لَهُ فِي خَلاَءٍ ، فَيُقْتَصَّ مِنْك ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : اُعْفُ عَنْهُ ، فَقَالَ : لاَ وَاللهِ ، لاَ أَدَعُهُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابُ ، قَعَدَ لِلْقِصَاصِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : قَدْ عَفَوْتُ عَنْه.
وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا : فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى بَعْضَ سَهْمِهِ , وَقَدْ قَالَ أَيْضًا جَرِيرٌ : وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ مِنْهُ ، قَالَ : وَقَالَ أَيْضًا : قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لِلَّهِ.
34519- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ ؛ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا فَتَحُوا تُسْتَرَ وَضَعُوا بِهَا وَضَائِعَ الْمُسْلِمِينَ , وَتَقَدَّمُوا لِقِتَالِ عَدُوِّهِمْ ، قَالَ : فَغَدَرَ بِهِمْ دِهْقَانُ تُسْتَرَ ، فَأَحْمَى لَهُمْ تَنُّورًا , وَعَرَضَ

الصفحة 31